العربية
كلمة "قرض" كلمة عربية مشتقة من "قراض"، وتعني القطع، وسُمي قرضًا لأنه يقطع جزءًا من مال المالك أو المُقرض عند منحه للمقترض.
أما كلمة الحسن فهي أيضًا كلمة عربية مشتقة من "إحسان"، وتعني الإحسان للغير، فالحسن هو فعل يعود بالنفع على الغير دون توقع أي التزام أو مقابل من جانب هذا الشخص المستفيد.
وبجمع كلمتي "قرض" و"حسن"، يصبح مصطلح "القرض الحسن" يعني: القرض النافع أو القرض الخيري أو القرض بدون فائدة أو القرض المجاني.
وبحسب الدكتور محمد عمر شابره، يُعرَّف القرض الحسن بأنه: "قرض يُسدد في نهاية فترة متفق عليها مسبقًا دون أي فوائد أو مشاركة في الأرباح أو الخسائر".
لذلك، فإن القرض الحسن هو قرض مجاني يمنح للمحتاجين دون فرض أي فوائد، ويُطلب من المقترض فقط سداد المبلغ الأصلي في الموعد المحدد للقرض.
اقرأ المزيد عن: نظرة الإسلام للدين والإقراض والاقتراض
يُمنح القرض الحسن بدافع الإحسان، وبقصد مساعدة المحتاجين ابتغاء وجه الله تعالى، ففي القرض الحسن، يُسدد أصل المبلغ فقط للمُقرض دون أي فوائد أو مشاركة في الأرباح.
أما القرض التقليدي، فيعتمد كليًا على الفائدة، حيث يُلزم المقترض بسداد المبلغ الأصلي إلى جانب معدل الفائدة، ويحقق المُقرِض أرباحًا من خلال هذه الزيادة على أصل الدين.
ومن منظور الشريعة الإسلامية، فإن القروض التقليدية مُحرمة بشكل قاطع لأنها تندرج تحت بند "ربا النسيئة"، المحرم في الإسلام.
كما يوضح اسمه فالقرض الحسن هو قرض وليس هبة أو تبرع حيث يُلزم المقترض بسداد المبلغ الأصلي كما هو في الوقت المتفق عليه، أما التبرع فهو منحة طوعية، حيث يتلقى المستفيد المبلغ دون أي التزام بسداده، ويقدم المتبرع المساعدة بقصد طلب الثواب من الله عز وجل في الآخرة.
بحسب القاعدة الفقهية: "القروض تُقضى بأمثالها"، أي أن القرض يُعاد بمثله دون أي زيادة، على أصل المبلغ، فإن فرض غرامة على التأخير في السداد يُعتبر غير جائز شرعًا.
نعم، تقدم البنوك الإسلامية قروضًا حسنة، لكن على نطاق محدود جدًا كجزء من مسوؤليتها الاجتماعية، ويعود السبب إلى أن المقترض لهذا النوع يسدد فقط أصل القرض دون أي زيادة.
وهذا يجعل القروض الحسنة غير مُجدية تجاريًا لذلك ليست جزءًا من عمليات التمويلية الأساسية في البنوك الإسلامية.
ولمزيد من التفاصيل، يُرجى الاطلاع على معيار الحوكمة الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (آيوفي)
اقرأ المزيد عن: هل البنوك الاسلامية حلال؟
نعم، يجوز للمُقرض أن يطلب ضمانات أو الرهون في عقد القرض الحسن كوسيلة لتأمين المبلغ الأصلي.
وفي حالة تأخر المقترض عن السداد أو عدم الوفاء بالتزاماته، يحق للمُقرض بيع الضمانات أو تفعيل الرهون لاسترداد مبلغ القرض.
وللمزيد من التفاصيل، يمكن الاطلاع على المعيار الشرعي رقم 5 الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (آيوفي)
اقرأ المزيد: كيف يقوم المقرضون بتقييم وتحديد أهلية القروض للشركات الصغيرة والمتوسطة؟
المرابحة والمضاربة من عقود البيع والتجارة، التي يتم من خلالها تقاسم الربح والخسارة بين طرفين أو أكثر وفقًا لشروطٍ متفق عليها.
أما القرض الحسن فهو قرض بدون فوائد، حيث يُسدد أصل الدين فقط للمقرض، دون أي مشاركة في الأرباح أو الخسائر بين المقترض والمُقرض.
اقرأ المزيد عن: دليلك الشامل حول المضاربة
يجوز للمؤسسات الإقراض فرض رسوم خدمات فقط مقابل النفقات الفعلية التي تم إنفاقها على تقديم تلك الخدمات فقط، بحسب بيان هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (آيوفي) بشأن الرسوم الإدارية.
ومع ذلك، لا يجوز فرض أي مبلغ يتجاوز تكلفة الخدمة الفعلية، وأي رسوم إضافية تعتبر غير جائزة شرعًا.
ويجب تحديد هذه الرسوم بدقة لتجنب أي مبالغ يمكن أن تُعتبر منفعة مالية، كما يجب أن يخضع تحديد رسوم الخدمة لإشراف هيئة الرقابة الشرعية للمؤسسة واعتمادها.
للمزيد من التفاصيل، يُرجى الرجوع إلى المعيار الشرعي رقم 19 الصادر عن آيوفي.
ماذا يحدث في حالة عجز المقترض عن سداد القرض الحسن؟
إذا لم يتمكن المقترض من سداد القرض، لا يجوز للمُقرض فرض غرامات أو رسوم إضافية، بدلاً من ذلك، يمكن للمُقرض اتخاذ أحد الخيارات التالية:
-يمكن للمُقرض منح المقترض تمديدًا لفترة السداد.
-استخدام الضمان إذا كان المقترض قد قدم ضمانًا.
-يمكن للمُقرض التنازل عن القرض كنوع من اللطف والإحسان تجاه المقترض.
اقرأ المزيد عن: هل خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقًا" حلال و متوافقة مع الشريعة الإسلامية؟
المراجع
https://aaoifi.com/ss-5-guarantees/?lang=en
https://aaoifi.com/ss-19-loan-qard/?lang=en
حسين، م. د. (٢٠٠٢). القرض الحسن: منهج عملي، www. witness-pioneer. Org.
https://aaoifi.com/themencode-pdf-viewer-sc/
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر
