العربية
جذب الإمارات العربية المتحدة رقمًا قياسيًا بلغ 30.7 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر العام الماضي، وهو ما يفوق أي دولة أخرى في مجلس التعاون الخليجي.
والأمر الأكثر إثارة للإعجاب أن الإمارات جاءت بعد الولايات المتحدة كثاني أكبر وجهة في عدد مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة على مستوى العالم، وهى المشروعات الجديدة التي تقوم شركة ما بتأسيسها بالكامل من البداية في دولة أجنبية.
وجذبت الإمارات 1323 مشروعًا جديدًا من الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 33% عن العام السابق (2022).
واستمرارًا لهذا الزخم، أعلنت دبي خطتها لمضاعفة حجم اقتصادها بحلول عام 2033، مع جذب 650 مليار درهم (176.97 مليار دولار) من الاستثمار الأجنبي المباشر على مدى العقد المقبل.
هناك سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق ذلك، منها على سبيل المثال، أجندة دبي الاقتصادية (المعروفة باسم D33)، وتتمثل هذه الخطة في دعم 30 شركة خاصة لتصبح شركات أحادية القرن أو اليونيكورن (أي أن تصبح قيمتها أكثر من مليار دولار)، وتعزيز موقعها لتكون ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم.
كل هذا يطرح سؤالًا، ما الذي يجعل الإمارات وجهة رئيسية للاستثمار الأجنبي المباشر؟ وما الذي يميزها عن جيرانها في الخليج؟ فيما يلي أهم الأسباب التي تجعل الإمارات تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي في الاستثمار الأجنبي.
اقرأ المزيد عن: أفضل الاستثمارات للمغتربين في الإمارات العربية المتحدة في ۲۰۲٤
يعد مطار دبي الدولي أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، مع رحلات جوية بدون توقف إلى أكثر من 270 وجهة في 102 دولة، وفقًا لشركة (Flight Connections). وهذا ما جعل دبي مركزًا مزدحمًا، حيث تُضيف شركات الطيران مسارات جديدة باستمرار،
وفي عام 2023، استقبل مطار دبي الدولي عددًا قياسيًا بلغ 87 مليون ضيف، وكان المطار الأكثر ازدحامًا في العالم للعام التاسع على التوالي، متجاوزًا بكثير جيرانه في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويتمتع مطار دبي الدولي ومطار أبوظبي الدولي بقدرات شحن متقدمة ومرافق حديثة ومثالية للتجارة والسياحة.
تمتلك الإمارات اثنين من أفضل 50 ميناء للحاويات على مستوى العالم؛ حيث يصل 61% من إجمالي البضائع المتجهة إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبر موانئ الإمارات.
وبصفة خاصة، فإن ميناء جبل على يُعد مميزًا كونه أكبر ميناء من صنع الإنسان في العالم، وتساعد أرصفة المياه العميقة وأنظمته اللوجستية الفعالة على التبادل التجاري لملايين الأطنان من البضائع سنويًا.وتربط الموانئ الإماراتية ذات المستوى العالمي الشركات والتجارة بكل ركن من أركان العالم.
ترتبط الموانئ المذكورة أعلاه أيضًا بشكل مباشر بعدد متزايد من المناطق الحرة المتطورة، وتقدم هذه المناطق فوائد ومزايا كبيرة للشركات، مثل التملك الأجنبي بنسبة 100%، والإعفاءات الضريبية، وإعفاءات على الرسوم الجمركية.
بالإضافة إلى أن العديد من هذه المناطق الحرة متخصصة في صناعات معينة، ويقدم خدمات مصممة لتلبية الاحتياجات الخاصة بالشركات، فإنها مواقع رئيسية للتواصل والتعاون داخل القطاعات وبينها، ويمكن التعرف على المناطق الحرة المختلفة هنا.
عندما يتعلق الأمر ببدء مشروع تجاري، فإن الإمارات العربية المتحدة تجعل الأمر أقل صعوبة مقارنة بجيرانها في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحتوي البوابات الإلكترونية للحكومة الإماراتية على الكثير من المصادر للتنقل في بيئة الاستثمار والحصول على تفاصيل التواصل الصحيحة،
والأفضل من ذلك أن مواقع مثل منصة باشر تسمح للمستثمرين بإنشاء مشروعاتهم عبر الإنترنت.
ونتيجة لذلك، ليس من المستغرب أن تحتل الإمارات المرتبة الـ16 في أحدث تصنيفات البنك الدولي لسهولة ممارسة الأعمال، وهي أعلى من أي دولة أخرى في مجلس التعاون الخليجي (حيث تأتي البحرين بالمرتبة 43 كثاني أعلى تصنيف).
ويرجع ذلك إلى قيام الإمارات بتبسيط العديد من الإجراءات الأساسية التي قد تعترض طريق الشركات (فهي تحتل المرتبة الثالثة عالميًا في استخراج تصاريح البناء والمرتبة الأولى في الحصول على الكهرباء).
يعتبر معدل ضريبة الشركات في الإمارات العربية المتحدة والذي يبلغ 9% أقل من جميع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء البحرين، وأقل من معظم دول العالم.
وعلى الرغم من ذلك، تقدم الإمارات برامج إعفاء ضريبي للشركات الصغيرة بهدف تشجيع الشركات الناشئة والشركات الأصغر حجمًا.
وللمزيد من التوضيح، إذا كنت تمتلك شركة في دولة الإمارات تقل إيراداتها عن 3 ملايين درهم إماراتي (816.904 ألف دولار أمريكي)، يمكن أن تكون شركتك معفاة تمامًا من ضريبة الشركات.
وهناك أيضًا إمكانية استرداد ضريبة القيمة المضافة، كما لا توجد ضريبة الدخل، ولا ضريبة الميراث أو الاستقطاع، ولا توجد قيود على إعادة الأرباح إلى الوطن، بمعنى آخر، لا يهم مقدار الأموال التي تجنيها من استثماراتك الشخصية، فستحتفظ بكل أموالك.
اقرأ المزيد: هل مازالت الإمارات تُعد معفاة من الضرائب؟
يمكن للشركات المستثمرة في الإمارات أن تثق في قدرتها على التوسع والنمو مع وجود مجموعة كبيرة من مبادرات الإقراض لمساعدة الشركات الصغيرة في الحصول على التمويل المناسب لها.
وتقدم مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة قروض التأسيس وضمانات القروض، فضلًا عن وجود مبادرات أخرى، مثل صندوق خليفة، الذي يوفر قروضًا بدون فوائد، كما أن صندوق محمد بن راشد للابتكار لديه برامج لضمانات الائتمان مدعومة من الحكومة.
وبالمثل، فإن البنوك التجارية في مليئة بالمبادرات المماثلة لدعم تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات
اقرأ المزيد: مبادرات تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات.
لا تحتاج الشركات المستثمرة في الإمارات إلى الاعتماد فقط على الأسواق العالمية، لتحقيق التقدم والازدهار، حيث تتمتع البلاد بسوق محلية سريعة النمو مع ارتفاع الدخل المتاح للإنفاق.
وبلغ نصيب الفرد من الدخل في الإمارات أكثر من 53 ألف دولار في عام 2022 وفقًا للبنك الدولي، ما يجعلها من بين أعلى المعدلات في العالم.
ويسمح عدم وجود ضريبة على الدخل بالإنفاق الترفيهي، بالإضافة إلى استقرار سعر الصرف مع ربط العملة بالدولار الأمريكي، ما يجعل سعر العملة قابل للتنبؤ، ويساعد ذلك في جعل الواردات في متناول معظم السكان نسبيًا. وهذه كلها أخبار رائعة للشركات التي تبحث عن قاعدة عملاء محلية.
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر
