العربية
أصبحت الإمارات العربية المتحدة مركزًا عالميًا رائدًا لمختلف منصات الاستثمار، مما جعلها وجهة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين الباحثين عن فرص استثمارية واعدة.
ويعود هذا التطور السريع لدولة الإمارات في مجال الاستثمار إلى عدة عوامل، أبرزها الاستقرار السياسي، والبيئة الضريبية المشجعة، لتحظي البلاد بأهمية إستراتيجية في المنطقة بصفتها بيئة مواتية للخدمات المالية.
ويُعد مركز دبي المالي العالمي نموذجًا واضحًا لهذا النمو، حيث شهد في عام 2024 ارتفاعًا في إيراداته بنسبة 37% ليصل إلى 1.78 مليار درهم إماراتي، بينما ارتفع صافي أرباحه التشغيلية بنسبة 55% ليبلغ 1.33 مليار درهم.
في هذه المدونة، نسلط الضوء على أبرز منصات الاستثمار المتاحة للمستثمرين المحترفين في الإمارات، مع شرح آليات عمل كل منصة والمزايا التي تقدمها وكذلك المخاطر المرتبطة بها، مما يُمكّنهم من اتخاذ قرارات مدروسة في سوق متغير باستمرار.
تتميز الإمارات بوجود مجموعة متنوعة من منصات الاستثمار، ويُعد فهم وتحليل هذه المنصات أمرًا أساسيًا للمستثمرين المحترفين الراغبين في تحقيق عوائد مجزية مع إدارة المخاطر بكفاءة.
وتختلف كل منصة في طبيعتها وما تنطوي عليه من فرص وتحديات، مثل التمويل الجماعي العقاري وتداول الأسهم والإقراض المباشر والعملات المشفرة ومنصات المستشار الآلي.
ومن أجل تنويع المحافظ الاستثمارية وتقليل المخاطر وتحقيق التوافق بين الاستثمارات والأهداف المالية طويلة الأمد، يجب على المستثمرين الإلمام الجيد بآليات هذه المنصات.
فضلًا عن ذلك، يشهد القطاع المالي في الإمارات تنافسية متزايدة نتيجة السياسات الضريبية الجاذبة والاستقرار السياسي، لذا يحتاج المستثمرون إلى البقاء على اطلاع دائم بالمنصات الناشئة والتطورات التنظيمية.
يوفر النظام المالي في الإمارات مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية، تشمل الاستثمارات التقليدية مثل الأسهم والسندات، بالإضافة إلى الأصول البديلة مثل التمويل الجماعي العقاري واستثمارات العملات المشفرة.
ويتيح هذا التنوع للمستثمرين إمكانية إنشاء محافظ استثمارية تتناسب مع قدرتهم على تحمل المخاطر وأهدافهم المالية.
لكل منصة استثمارية خصائصها الفريدة، فعلى سبيل المثال، يوفر الاستثمار العقاري نوعًا من الاستقرار والعوائد المنتظمة،
إلا أنه يتطلب رأس مال كبير، كما أن السيولة فيه قد تكون محدودة.
في المقابل، توفر منصات تداول الأسهم سيولة كبيرة، إلا أن عوائدها تتأثر بشكل مباشر بتقلبات السوق.
تتيح منصات الاستثمار في الإمارات للمستثمرين إمكانية تنويع محافظهم الاستثمارية من خلال توزيع رأس المال على فئات أصول مختلفة، ويتم دمجها كلها في منصة إلكترونية واحدة.
وتتيح هذه التقنية للمستثمرين تعزيز إدارة المخاطر دون المساس بتنويع استثماراتهم، كما توفر آلية ملائمة لهم لمراقبة وتعديل توزيعات الأصول.
وفي هذا السياق، أصبح فهم هذه المنصات الإلكترونية أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لأن الإمارات مستمرة في التطور لتصبح مركزًا ماليًا عالميًا.
هي منصات تتيج إجراء معاملات الإقراض بشكل مباشر بين المستثمرين والمقترضون بدون تدخل وسطاء ماليين، حيث تقوم المنصة بإدارة عملية التوفيق والمطابقة بين الطرفين والإجراءات الإدارية، بينما يقدم المستثمرون رؤوس الأموال للأفراد أو الشركات مقابل فوائد.
تشهد منصات الإقراض من نظير إلى نظير توسعًا في الإمارات، من أبرزها:
- فندينق سوق: تشهد هذه نموًا سريعًا في الوقت الحالي، وتتيح للمستثمرين إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء الدولة، والتي خضعت لفحص دقيق.
- بيهايف (Beehive): أول منصة إقراض من نظير إلى نظير مرخصة في الإمارات، وتتيح للمستثمرين تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع إمكانية تحقيق عوائد مرتفعة.
تتمثل جاذبية الإقراض من نظير إلى نظير في إمكانية تحقيق عوائد أعلى مقارنة بوسائل الادخار التقليدية.
ومع ذلك، يجب على المستثمرين إدراك أن هذا النوع من الاستثمار لا يخلو من المخاطر، ففي كثير من الحالات، لا توجد ضمانات، كما أن هناك احتمالية لتخلف المقترض عن السداد قائمة، لذا يتوجب على المستثمرين إجراء تحليلات دقيقة وتقييم شامل للمخاطر قبل اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.
تداول الأسهم هو عملية شراء وبيع أسهم في الشركات المدرجة في البورصة، حيث يحصل المستثمرون على حصة من الشركة بناءً على أدائها المالي ونمو رأس مالها المتوقع.
تتوفر في دولة الإمارات العديد من منصات تداول الأسهم، ومن أبرزها:
- إيتورو: منصة تداول عالمية بارزة تشتهر بميزة "التداول الاجتماعي"، حيث تتيح للمستثمرين التعلم من المتداولين ذوي الخبرة والتفاعل معهم، كما تمتاز بواجهة (صفحة ويب) سهلة الاستخدام.
- إنتراكتيف بروكرز: توفر خدماتها للمستثمرين المحترفين الباحثين عن أدوات تحليل متقدمة، ومحفظة متنوعة من فئات الأصول وأسعار تنافسية، إلى جانب إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية وتكاليف تداول منخفضة.
- ساكسو بنك: تقدم المنصة خيارات استثمارية متنوعة تشمل الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار المتداولة والسلع والمشتقات المالية.
وتناسب هذه المنصة كلاً من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، حيث توفر واجهة مستخدم سهلة وأدوات بحث متقدمة، بالإضافة إلى أسعارها التنافسية وإمكانية الوصول إلى الأسواق المالية العالمية وأدوات التداول المتقدمة.
توفر هذه المنصات مزايا متعددة للمستثمرين المحترفين، منها الوصول إلى مجموعة واسعة من الأسواق المالية وأدوات تحليل متقدمة، وهياكل رسوم جذابة.
كما أنها توفير البيانات اللحظية ومصادر البحث يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة في سوق مالية مضطربة.
اقرأ المزيد عن: الأدوات والمبادئ التوجيهية لتداول الأسهم المتوافقة مع الشريعة الإسلامية
تُتيح منصات الاستثمار العقاري للمستثمرين فرصة تجميع رؤوس أموالهم للمشاركة وشراء أسهم في مشروعات عقارية، مما يسهل الوصول إلى قطاع العقارات.
- سمارت كراود (SmartCrowd): هي منصة للتمويل الجماعي للعقارات في الإمارات تتيح للمستثمرين شراء حصص جزئية في العقارات، دون الحاجة لرأس مال كبير، مما يساعدهم على تنويع محافظهم الاستثمارية والمشاركة في سوق العقارات بسهولة.
يُمكن للمستثمر تحقيق دخل سلبي منتظم من عوائد الإيجار الشهرية عند الاستثمار من خلال منصة استثمار عقاري.
نظرًا لأن أسعار العقارات تميل إلى الارتفاع على المدى الطويل، فإن المستثمرين في النهاية سيحققون مكاسب رأسمالية مجزية عند بيع الحصص.
على عكس الأسهم والسندات، هناك صعوبة في تسييل الأصول العقارية، ما قد يحد من قدرة المستثمر على الوصول السريع إلى رأس ماله.
يتسم سوق العقارات بتقلبات عالية نتيجة تأثره بالعوامل الاقتصادية والتغييرات التنظيمية وحركة العرض والطلب، مما قد يؤثر سلبًا على عوائد الاستثمار.
اقرأ المزيد عن: الفرق بين صناديق الاستثمار العقاري وصناديق الاستثمار العقاري الإسلامية
توفر هذه المنصات إمكانية الاستثمار في العملات الرقمية أو الافتراضية المعتمدة على شبكات البلوكشين اللامركزية، مع وجود عمليات تشفير آمنة.
ووقد أوجدت هذه المنصات فرصًا استثمارية بديلة وواعدة، إلا أن التقلبات الحادة في أسعارها تجعلها استثمارات عالية المخاطر ومربحة في الوقت نفسه.
ومع التوسع المستمر في تبني تقنية البلوكشين، تزايدت تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi)، مما يسمح بالمعاملات المباشرة من نظير إلى نظير إلى جانب الإقراض وإمكانية الاحتفاظ بالعملات المشفرة وتخزينها.
شهدت منصات تداول العملات المشفرة في الإمارات نموًا ملحوظًا بفضل اللوائح التنظيمية الداعمة، ومن أبرز المنصات:
- بينانس: منصة تداول عالمية تحظى بثقة كبيرة لدى المستثمرين، وتوفر مجموعة واسعة من العملات المشفرة، أبرزها البيتكوين والإيثريوم.
وتتميز بينانس بسيولتها العالية ورسومها التنافسية وإجراءاتها الأمنية القوية، مما يجعلها من الخيارات المفضلة للمستثمرين على مستوى العالم.
- بيت أواسيس: منصة رائدة في منطقة الشرق الأوسط تتيح التداول في أشهر العملات المشفرة، مثل البيتكوين والإيثريوم، وإكس أر بي، مع مراعاة اللوائح التنظيمية في المنطقة.
تتميز العملات المشفرة بطبيعتها شديدة التقلب، ما يعني إمكانية التعرض لخسائر فادحة أو تحقيق مكاسب كبيرة، لذلك، ينبغي على المستثمرين متابعة التطورات التنظيمية والقضايا الأمنية، وتحليل حركة السوق باستمرار.
ونظرًا لأنها عالية المخاطر، فإن تخصيص نسبة محدودة من المحفظة الاستثمارية للعملات المشفرة هو أفضل الإستراتيجيات للاستثمار في مثل هذه الأصول.
اقرأ المزيد عن : هل الاستثمار في العملات المشفرة حلال؟ حكم تداول العملات الرقمية
تعتمد منصات المستشار الآلي على الذكاء الاصطناعي والخوارزميات لتنفيذ خدمات التخطيط المالي بتكلفة منخفضة ودون الحاجة لتدخل بشري مباشر.
وتقوم هذه المنصات ببناء محافظ استثمارية متوازنة تشمل الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار المتداولة، وذلك بناءً الإطار الزمني الاستثمار الذي حدده المستثمر إلى جانب أهدافه المالية ومدى تحمله للمخاطر.
وتُجري المنصات تعديلات آلية على مكونات المحافظ الاستثمارية بما يتماشى مع اتجاهات السوق الحالية.
- ثروة: تعد من أبرز منصات المستشار الآلي في الإمارات، جحيث توفر المنصة إدارة آلية للمحافظ الاستثمارية برسوم منخفضة، إلى جانب مزايا تخصيص وتوزيع الأصول.
كما تتيح للمستثمرين إمكانية تنويع استثماراتهم عالميًا عبر صناديق الاستثمار المتداولة، وذلك ضمن إطار تنظيمي يخضع لإشراف سلطة دبي للخدمات المالية، التي تضمن أمان الاستثمارات وحماية رؤوس الأموال.
تتميز منصات المستشار الآلي بانخفاض تكاليفها وإتاحة إدارة أسهل للمحافظ الاستثمارية، مما يعني عدم الحاجة إلى متابعة مستمرة من جانب المستثمرين.
ومع ذلك، فإن غياب العنصر البشري في اتخاذ القرارات قد يحد من قدرة هذه المنصات على التعامل مع التغيرات المفاجئة في السوق أو الظروف المالية المعقدة التي تتطلب إستراتيجيات فردية للمستثمرين.
اقرأ المزيد عن: أساسيات الاستثمار الآلي من خلال الاستشارة الآلية
الصندوق المشترك هو صندوق يتم فيه تجميع الأموال من مستثمرين اثنين أو أكثر، ويستثمرها في محفظة متنوعة من الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات وغيرها من الأدوات المالية.
ويتولى مديرو الصناديق المحترفون إدارة هذه الاستثمارات لتحقيق توازن بين المخاطر والعائد، كما تساهم إستراتيجية التنويع في توزيع رأس المال على فئات متعددة من الأصول، مما يقلل من المخاطر مع الحفاظ على إمكانات النمو.
في دولة الإمارات، لدى المستثمرين نوعان رئيسيان من صناديق الاستثمار، وهما:
- صناديق الاستثمار العقاري: تُعد خيارًا مناسبًا للمستثمرين الذين يمتلكون رأس مال محدود ويرغبون في تحقيق عوائد مستقرة.
ويحصل المستثمرون من خلالها على أرباح ناتجة عن ارتفاع قيمة العقارات بالإضافة إلى دخل ثابت من الإيجار دون الحاجة إلى تملك العقار فعليًا.
صناديق الاستثمار المتداولة: تمنح هذه الصناديق المستثمرين طريقة منخفضة التكلفة للاستثمار في الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات والسلع، مع إمكانية تداولها بسهولة في الأسواق المالية.
كما أنها لا تتطلب إدارة شخصية مباشرة من جانب المستثمر، وتوفر فرصة جيدة لتنويع المخاطر والوصول إلى فئات مختلفة متعددة الأصول.
اقرأ المزيد عن: ما الفرق بين صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة؟
قبل اتخاذ قرار الاستثمار في الصناديق المشتركة أو صناديق الاستثمار، يجب على المستثمرين تحليل وتقييم مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية، بما في ذلك: مثل: نسبة المصروفات، والعوائد التاريخية،
وفهم الدورة الاقتصادية، ومقارنة المؤشرات المرجعية، ومقارنة الأداء بالشركات المماثلة، وتقلبات السوق، وتقييم المخاطر.
كما يُنصح بتبني إستراتيجية استثمار مدروسية، تتضمن مراجعة نشرات الاكتتاب الخاصة بالصناديق، ومقارنة الأداء السابق بالمؤشرات المرجعية، وتحليل المتغيرات الاقتصادية الكلية التي قد تؤثر على تقييم الأصول.
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر
