إستراتيجيات الاستثمارات ذات الكفاءة الضريبية : كيفية تعظيم العائدات بعد خصم الضرائب

في الاستثمار الأمر لا يتعلق فقط بما تكسبه، بل بما تحتفظ به، لذلك فإن العائدات الصافية بعد خصم الضرائب مهمة للغاية، لأن الضرائب قد تلتهم أرباحك وتجعل بعض الاستثمارات لا تستحق الاهتمام والمتابعة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعادة استثمار أي أموال توفرها من الضرائب، لأن التوفير الضريبي المتواضع الآن قادر على تحقيق عائدات أعلى كثيرًا في وقت لاحق على المدى الطويل، بالنظر إلى منطق النمو المركب.

وفيما يلي دليل المستثمر لفهم الاستثمار ذو الكفاءة الضريبية:

أين يجب أن تحتفظ بأموالك؟

الإدارة الفعالة للضرائب تعني التفكير في مكان وضع استثماراتك، سواء كنت تشتري أسهمًا أو سندات، فكر في وضع بعضها في حسابات ذات امتيازات ضريبية، مثل حسابات الادخار المخصصة للتقاعد.

والأمثلة الأكثر شيوعًا هي حسابات التقاعد الفردي (Roth IRA) و401 (k) في الولايات المتحدة، وتوجد مخططات مماثلة في جميع أنحاء العالم.

وهناك مزايا كثيرة؛ فمع حساب 401 (k) يمكن خصم أي مبلغ تستثمره من دخلك الخاضع للضريبة، كما أنك لا تدفع ضرائب على الأرباح التي تحققها حتى تقوم بسحب الأموال أثناء التقاعد، وعندما تفعل ذلك، يتم فرض ضريبة على شريحة الدخل الخاصة بك أثناء التقاعد، والتي عادة ما تكون أقل.

بالإضافة إلى أن العديد من أصحاب العمل يقدمون مساهمات مطابقة لمساهمة الموظفين المؤهلين، فإنك عندما تسهم في حساب (Roth IRA) فهي هذه المساهمات تكون بعد خصم الضرائب، لذلك لا تحصل على خصم، لكن عمليات السحب اللاحقة الخاصة بك عند التقاعد تكون معفاة من الضرائب.

ورغم هذه المزايا، فإن حسابات التقاعد لها بعض القيود؛ فإذا سحبت أموالك قبل سن التقاعد، فمن المحتمل أن تدفع غرامة، كما أن لها حدود للمساهمة، لذلك لا يمكنك الاحتفاظ بجميع استثمارات فيها.

وبسبب هذه الحدود، ستحتاج إلى وضع إستراتيجية لتقسيم استثماراتك، ويجب أن تحتفظ بالاستثمارات ذات الضرائب المرتفعة في الحسابات ذات المزايا الضريبية، وعلى العكس من ذلك تذهب بالاستثمارات ذات الكفاءة الضريبية (المزيد عن تلك أدناه) إلى حساب الوساطة العادي.

متى ينصح بالبيع؟

عادة ما يؤدي الاستثمار السلبي "الشراء والاحتفاظ" إلى ضرائب أقل، لأن كل مرة تقوم فيها ببيع أحد الأصول فإنك تخاطر بفرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية، لذلك من المهم مراعاة وقت البيع.

ويتم فرض ضريبة على الأرباح الرأسمالية طويلة الأجل بمعدلات أقل من الأرباح الرأسمالية قصيرة الأجل، فعادة ما يتم فرض ضريبة على المكاسب المحققة من الأسهم المحتفظ بها لمدة تقل عن سنة واحدة بصفتها دخلًا عاديًا، مثل الأجور.

وفي معظم المناطق، تكون معدلات ضريبة الدخل أعلى من نظيرتها المفروضة على الأرباح الرأسمالية طويلة الأجل، وتصبح الفجوة واضحة بشكل خاص إذا كنت في أعلى شريحة الدخل.

وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، إذ كانت ضريبة الأرباح الرأسمالية طويلة الأجل تبلغ 20% لأصحاب الدخل الأعلى، وفي الوقت نفسه، تبلغ ضريبة شريحة الدخل الأعلى 37%.

وحتى بعد ضريبة دخل الاستثمار الصافية البالغة 3.8%، فإن أعلى ضريبة على الأرباح الرأسمالية ستدفعها هي 23.8%، مقارنة بضريبة الدخل البالغة 37%، وإذا كان عمر استثمارك عامًا تقريبًا، فربما ينبغي عليك الاحتفاظ به لفترة أطول قليلاً.

وبطبيعة الحال، تختلف ضرائب أرباح رأس المال من بلد إلى آخر، يمكنك رؤية معدلات الضريبة العالمية المختلفة هنا.

ولا تفرض دول الخليج مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية حاليًا ضرائب على الدخل الشخصي أو الأرباح الرأسمالية.

كيفية اختيار الاستثمارات ذات الكفاءة الضريبية

بعض الاستثمارات تخضع للضرائب أقل من غيرها.

وعندما يتعلق الأمر بالصناديق الاستثمارية، فإن الصناديق السلبية مثل صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة تميل إلى أن تكون أكثر كفاءة من حيث الضرائب لأنها تنطوي على عدد أقل من المعاملات، وبالتالي عدد أقل من الإجراءات الخاضعة للضريبة، على عكس صناديق الاستثمار المشتركة التي تُدار بشكل نشط.

وبالمثل، ليست كل السندات متماثلة، لذا تحقق من كيفية فرض الضرائب عليها وضع ذلك في اعتبارك عند حساب العوائد.

وعلى سبيل المثال، تُعفى السندات البلدية -تصدر عن حكومات الولايات أو الحكومات المحلية- في الولايات المتحدة من الضرائب الفيدرالية، وفي كثير من الأحيان من الضرائب الحكومية والمحلية أيضًا، كما تحظى سندات الخزانة الحكومية بمعاملة مماثلة، لكن ذلك لا يحدث مع سندات الشركات.

ومرة أخرى، الأمر يعتمد على مكان استثمارك، على سبيل المثال، بالنسبة للسندات المعفاة من الضرائب، فإنها دخلها يكون معفى من الضرائب فقط عندما يتم الاحتفاظ بها مباشرة، في حين يتم التعامل مع السندات المحتفظ بها في حسابات التقاعد مثل 401(k) على أنها دخل عادي.

إذا كان لديك مزيج من الأصول والحسابات، فإن الإستراتيجية الحكيمة تتمثل في وضع الأصول الأقل كفاءة من حيث الضرائب، مثل صناديق الاستثمار المشتركة النشطة وسندات الشركات، في صندوق التقاعد، حيث

الضرائب المنخفضة، في حين يمكنك الاحتفاظ بصندوق الاستثمار المتداول منخفض الضريبة في حساب الوساطة المالية العادي.


اقرأ المزيد عن: ما الفرق بين صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة؟

حصاد الخسائر الضريبية

في بعض الأحيان يمكن استغلال الخسائر لصالحك، وهذا هو منطق حصاد الخسائر الضريبية، عندما تبيع أصولًا غير مربحة -في الوقت المناسب- بخسارة عن قصد من أجل تقليل مبلغ ضريبة الأرباح الرأسمالية المستحقة من بيع الأصول المربحة، وفي الأساس، يمكنك خصم الخسائر من المكاسب لتقليل العبء الضريبي الإجمالي.

وفي بعض الأسواق مثل الولايات المتحدة، يمكنك أن تأخذ هذا الأمر إلى أبعد من ذلك: إذا تجاوز إجمالي الخسائر الرأسمالية إجمالي أرباحك الرأسمالية، فيمكنك خصم ما يصل إلى 3000 دولار من دخلك العادي، مع إمكان ترحيل الخسائر الأكثر من ذلك إلى الإقرارات الضريبية المستقبلية حتى تحصد جميع الخسائر الضريبية.

ومع ذلك، ربما لا ينبغي عليك البحث في محفظتك لبيع الأصول الخاسرة من أجل حصاد الخسائر الضريبية فقط، فإذا كانت الأسهم التي تحتفظ بها تَعد بمكاسب قوية على المدى الطويل، فقد لا يستحق الأمر الاعتماد على إستراتيجية حصاد الخسائر الضريبية، خاصة وأن الإستراتيجية الجيدة لحصاد الضرائب تتضمن شراء أصول مماثلة لتحل محل تلك التي تبيعها، فهل أنت متأكد من أنه يمكنك العثور على أصول أفضل؟

وفي الوقت نفسه، تأكد من أن بيعك للأصول بخسارة لا تنتهك ما يسمى بقواعد "غسل البيع" في الأساس، لا يُسمح بخصم الخسائر إذا قمت بإعادة استثمار الأموال في نفس السهم أو الصندوق في غضون 30 يومًا (أو شيء "مشابه إلى حد كبير" وفقًا لقواعد دائرة الإيرادات الداخلية ‏أو مصلحة الضرائب الأميركية)، وهنا يكون هناك دور مهم للمستشار الضريبي.

الاحتفاظ بالاستثمارات في حسابات التوفير الصحية

هناك خطوة حكيمة أخرى وهي وضع بعض الاستثمارات في حساب التوفير الصحي (HSA)، والمصمم خصيصًا للتخطيط لنفقات الرعاية الصحية على المدى الطويل.

والأموال التي تساهم بها معفاة من الضرائب ويمكن الاحتفاظ بها في الأسهم والسندات وجميع أنواع الصناديق، تمامًا مثل حسابات التقاعد 401(k)، حيث يكون نمو أصولك معفى من الضرائب وكذلك سحبها.

منح المؤسسات الخيرية

من الجيد دائمًا مساعدة الآخرين، إن التبرع بالأوراق المالية القيّمة (على سبيل المثال، الأسهم التي زادت قيمتها) مباشرة إلى الجمعيات الخيرية يمكن أن يكون مربحًا للجانبين.

ويمكنك الحصول على خصم على فاتورة الضرائب الخاصة بك مع التنازل على الأرباح الرأسمالية المتزايدة، لكن ضع في اعتبارك أنه يتعين عليك التنازل عن الورقة المالية مباشرة - إذا قمت ببيعها والتبرع بالعائدات، فمن المحتمل أن تضطر إلى دفع ضريبة الأرباح الرأسمالية.

إذا كنت ستتبرع بمبالغ كبيرة مع مرور الوقت، فقد تفكر في إنشاء صندوق ينصح به المانحون (DAF)، الذي يسمح بتقديم مساهمات خيرية والحصول على خصم ضريبي فوري، حتى لو قمت بتوزيعها على الجمعيات الخيرية لاحقًا.