قياس العوائد الاسمية مقابل العوائد الحقيقية
لمعرفة مدى نمو استثماراتهم فعليًا، لا ينظر المستثمرون الأذكياء إلى سعر الفائدة فحسب، لذلك من المهم فهم الفرق بين العوائد الاسمية والحقيقية.
لقد قمنا أدناه بشرح كليهما بالتفصيل حتى تتمكن من تحقيق أهدافك الاستثمارية.
ما هو عائد الاستثمار الاسمي؟
يخبرك العائد الاسمي بمقدار الأموال التي حققها استثمارك، لكن هناك تحذيرًا كبيرًا: هذا المعدل لا يأخذ في الاعتبار أيًا من الأشياء التي يمكن أن تقلل من قيمته؛ فكلمة "اسمية" تعني حرفيًا "بالاسم فقط"، وهذا هو الأمر بالضبط: المبلغ الذي تكسبه بالاسم فقط، قبل أن تقوم بصرفه وإنفاقه في العالم الحقيقي -الذي يتأثر بالتضخم-.
ومع ذلك، فإن العائد الاسمي مهم، إنها نقطة البداية لقياس قيمة استثمارك، عندما تشتري سندًا أو تضع أموالك في شهادة إيداع ادخارية، فإن سعر الفائدة المعروض هو عادةً عائدك الاسمي.
على سبيل المثال:
● أنت تستثمر 100 دولار في سندات مدتها عام واحد بمعدل فائدة سنوي قدره 7%
● بعد عام واحد، يتم الدفع لك بمبلغ 107 دولارات
● العائد الاسمي الخاص بك هو 7%
راجع دليلنا لتقييم العائدات على الاستثمارات القائمة على الديون .
علاقة العائد الاسمي بمعدلات الفائدة والتضخم؟
عندما يتعلق الأمر بالقيام باستثمارات ذكية، فإن أخذ معدل التضخم في الاعتبار أمر ضروري، لأن التضخم -أو المعدل الذي ترتفع به أسعار السلع والخدمات- يؤدي إلى تآكل القيمة الفعلية لاستثماراتك.
ومع ارتفاع الأسعار، يمكن أن تشتري أموالك سلع وخدمات أقل، بعبارة أكثر دقة، تتضاءل قوتك الشرائية، ولهذا السبب تميل البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة عندما يتسارع التضخم بمعدلات مرتفعة للغاية.
لا يوجد رقم محدد وسحري لمعدل التضخم المثالي، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يستهدف وصول معدل التضخم إلى 2% بصفته معدل مناسب.
ما مدى خطورة التضخم على استثماراتك؟ عندما تبدأ البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة، فهذا يعني أنها تفضل إبطاء الاقتصاد بأكمله من خلال ارتفاع تكاليف الاقتراض بدلاً من السماح بتآكل قيمة الأموال وقوتها الشرائية.
كمستثمر، يجب عليك أن تفكر على نفس المنوال: عندما يرتفع معدل التضخم، تحتاج إلى المطالبة بمعدل عائد أعلى لتعويض تسارع التضخم.
وهذا من شأنه التأكد من أن أموالك لديها نفس القوة الشرائية، وقد ترغب أيضًا في تبديل أنواع الأصول التي تستثمر فيها، اعتمادًا على ما إذا كان التضخم مرتفعًا (المزيد حول ذلك أدناه).
ما هو عائد الاستثمار الحقيقي؟
ما ذكرناه أعلاه عن العائد الاسمي يقودنا إلى موضوع بالغ الأهمية وهو العائد الحقيقي على الاستثمار، الذي يعبر عن القيمة الفعلية للاستثمار، بعد أن تأخذ في الاعتبار آثار التضخم.
وبعبارة بسيطة، فإن العائد الحقيقي هو ناتج طرح معدل التضخم من معدل العائد الاسمي، انظر إلى المثال التالي للتوضيح:
● أنت تستثمر 100 دولار في سندات مدتها عام واحد بمعدل فائدة 5%
● يبلغ معدل التضخم السنوي 3%
● العائد الاسمي الخاص بك هو 5%
● عائدك الحقيقي، بعد طرح التضخم، هو 2% فقط
وتمنحك العوائد الحقيقية إحساسًا أكثر وضوحًا بالنمو الفعلي لاستثمارك (ومن هنا جاءت كلمة "حقيقي").
وفي المثال أعلاه، تحصل على فائدة قدرها 5 دولارات على سنداتك، لكنه قيمتها الفعلية تساوي أقل مما كانت عليه قبل عام، وبالتالي فإن معدل العائد الحقيقي أقل.
في بيئة تضخمية مرتفعة جدًا، قد تخسر أموالًا على استثمارك ويصبح غير مفيد إذا تجاوز معدل التضخم معدل سعر الفائدة.
ويزداد الأمر سوءًا بمرور الوقت مع استمرار تسارع التضخم على مدى فترات زمنية طويلة، ويمكنك استخدام الآلات الحاسبة عبر الإنترنت لتحديد العوائد الحقيقية وتأثيرات التضخم.
ما هي الاستثمارات التي لا تتأثر بالتضخم؟
بصفة عامة، لا تتأثر جميع الاستثمارات بالتضخم بنفس القدر، ومن أجل الحفاظ على معدل العائد الحقيقي مرتفعًا، فكر في التنويع عبر الأصول المختلفة.
وعادة لا تواكب السندات وغيرها من الاستثمارات ذات الدخل الثابت معدل التضخم، ففي نهاية استثمارك، تحصل على نفس المعدل، بغض النظر عن تغيرات التضخم خلال هذه الفترة.
ويمكن للاستثمارات الأخرى أن تحقق نتائج أفضل، منها الاستثمار في الأسهم التي غالبًا ما تواكب التضخم لأن الشركات يمكنها رفع الأسعار، وينطبق هذا بشكل خاص على الأسهم التي تدفع توزيعات الأرباح، والتي يمكن أن تكون وسيلة تحوط جيدة ضد تسارع التضخم.
راجع دليلنا حول توزيعات الأرباح الحلال
وهناك بعض الأوراق المالية تشتمل على وسائل حماية من التضخم، على سبيل المثال، سندات الخزانة المحمية من التضخم (TIPS) هي سندات خزانة أمريكية حيث يتم تعديل أصل الدين بشكل دوري وفقًا للتضخم، كما تُعد الأوراق المالية للشركات المحمية من التضخم (CIPS) خيارًا آخر.
وبالمثل، تميل أسعار العقارات والسلع مثل الذهب إلى الارتفاع مع تسارع التضخم، ما يحافظ على عائدك الحقيقي.
هل يؤثر سعر الصرف في العائد الحقيقي؟
التضخم ليس هو الشيء الوحيد الذي يؤثر في القيمة الحقيقية لاستثمارك، فإذا كنت تستثمر عبر مناطق جغرافية متعددة، فإن العامل الرئيسي الآخر هو التقلبات في سعر الصرف، أو قيمة عملة واحدة بالنسبة إلى أخرى.
انظر للمثال التالي لتوضيح هذه النقطة:
●تستثمر مبلغ 1000 دولار في أذون الخزانة المصرية لمدة عام واحد
●تدفع أذون الخزانة فائدة سنوية قدرها 10%
●خلال فترة الاستثمار البالغة عام واحد، تنخفض قيمة الجنيه المصري بنسبة 25% مقابل الدولار الأمريكي
●لو ظلت العملة مستقرة، لكان من الممكن أن تحصل على دفعة فائدة بقيمة 100 دولار وتحصل على أصل المبلغ بالإضافة إلى 100 دولار، أي 1100 دولار.
●ولكن بما أن أموالك الآن بالجنيه المصري، يتعين عليك تحويلها مرة أخرى إلى الدولار الأمريكي بسعر صرف أضعف بكثير، وهذا يعني أن قيمة استثمارك قد انخفضت.
● بعد دفع الفائدة، ستحصل على 825 دولارًا أمريكيًا بعد التحويل مرة أخرى إلى الدولار الأمريكي بسعر الصرف الأقل.
وبطبيعة الحال، إذا ارتفعت قيمة العملة المحلية، فإن العكس صحيح، وستجني المال من سعر الفائدة بالإضافة إلى ارتفاع قيمة العملة، ما يزيد من عائدك الحقيقي.
ما تأثير الضرائب في العوائد الحقيقية و العوائد الاسمية للاستثمار؟
أخيرًا، عند التفكير في العوائد الحقيقية، يجب عليك أن تأخذ في الاعتبار الضرائب، فالأمر مماثل للتضخم، فإذا كان عليك دفع ضرائب على عائدك الاسمي، فستكون القيمة الفعلية للعائد أقل.
ستحتاج إلى التفكير في إستراتيجية ضريبية عبر وضع الاستثمارات ذات ضرائب أعلى في الحسابات ذات المزايا الضريبية، وسيساعد هذا في الحفاظ على عائدك الحقيقي.
راجع مقالنا حول إستراتيجيات الاستثمار ذات الكفاءة الضريبية
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر