ما هي منصات الاستثمار ذات أعلى عوائد في المملكة العربية السعودية؟
تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية للاستثمارات الدولية، ففي عام 2024، جذبت المملكة استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 119 مليار ريال (نحو 31.7 مليار دولار)، بزيادة 24% مقارنة بالعام السابق.
ويتماشى هذا الزخم مع مستهدفات رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط ورفع الإيرادات إلى 100 مليار دولار شهريًا بحلول نهاية العقد الحالي.
ونتيجة لذلك، تتوسع الفرص الاستثمارية سريعًا في قطاعات مثل العقارات، والتكنولوجيا المالية، والتصنيع، والشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومع ذلك، فإن توفر الفرص لا يعني بالضرورة تحقيق الأرباح، فقد تعثرت العديد من المشروعات رغم التخطيط الجيد لها، بسبب ضعف التنظيم، أو نقص الشفافية في بعض المنصات، أو عدم توافق العوائد الفعلية مع مستوى المخاطر.
وفي هذا الإطار، تتزايد الفرص الاستثمارية في سوق متنامية مثل السعودية، لكن التحدي الحقيقي يكمن في اختيار الفرص ذات العوائد المستقرة والمخاطر المنخفضة.
ولهذا السبب، اكتسبت الفرص الاستثمارية ذات العوائد المرتفعة أهمية متزايدة لدى المستثمرين، فعلى سبيل المثال، تُعد منصة فندينق سوق من أوائل منصات التمويل الجماعي بالدين المرخصة من البنك المركزي السعودي (ساما).
وتتيح للمستثمرين تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة بعوائد تصل إلى 15% سنويًا وفقًا للتصنيف الائتماني للمقترض وحجم التمويل.
ورغم أن نسبة 15% قد تبدو محدودة للبعض، إلا أنها مؤشر قوي على النمو والاستقرار المالي، وقدرة السوق على تحقيق عوائد مستدامة تدعم الاقتصاد الوطني.
اقرأ المزيد عن: خيارات الإقامة في المملكة العربية السعودية لعام ٢٠٢٦
ما هي معايير اختيار المنصات الاستثمارية ذات العوائد المرتفعة؟
عند البحث عن عوائد استثمارية كبيرة، لا يكفي الاعتماد على الوعود التسويقية، بل يجب فهم العوامل الحقيقية التي ترفع العوائد فعليًا، لذلك عند تقييم أي منصة، ينبغي النظر في مجموعة من العناصر تشمل: الأداء التاريخي ومستوى المخاطر وسهولة الوصول والملكية والرسوم وسهولة الاستخدام.
هذه العناصر مترابطة، فالعوائد المرتفعة المصحوبة بمخاطر عالية أو تكاليف كبيرة قد لا تحقق عائدًا فعليًا مجزيًا، ومن خلال مراعاة هذه المعايير، إلى جانب القواعد التنظيمية في المملكة العربية السعودية، سيتمكن المستثمر من اتخاذ قرارات مدروسة وقابلة للتنفيذ.
١- الأداء التاريخي
يُعد تقييم الأداء السابق للمنصة الخطوة الأولى في اختيار منصة تقدم عوائد مرتفعة، فهو يعكس مدى قدرتها على إدارة الأموال عبر فترات مختلفة وطويلة، وليس فقط في عام استثنائي واحد.
وفي السعودية، يخضع أداء صناديق الاستثمار لإشراف هيئة السوق المالية التي تلزم الجهات بإظهار الأداء المالي كل عام و3 أعوام و5 أعوام، ما يتيح للمستثمر معرفة ما إذا كانت العوائد مستقرة أم مؤقتة.
كما أن دراسة البيانات التاريخية مهمة لأن بعض المنصات التي تعلن عائد 15% سنويًا قد لا تحقق هذا الرقم فعليًا للمستثمر بعد خصم الرسوم والمصاريف.
٢- تقييم مستوى المخاطر
لا شك أن النظر إلى العوائد دون تقييم المخاطر يكون مضللًا، فعادةً ترتبط العوائد المرتفعة بمخاطر أعلى، مثل مخاطر الائتمان أو تقلبات السوق أو ضعف السيولة.
ولهذا تُلزم السلطات التنظيمية في السعودية، مثل البنك المركزي السعودي (ساما)، المؤسسات المرخصة بوضع سياسات فعالة لإدارة المخاطر، التي تشمل، مخاطر الائتمان ومخاطر التركّز في منطقة أو قطاع معين ومخاطر السيولة.
بالنسبة للمستثمر، يعني ذلك ضرورة اختيار استثمار يمكن أن يحقق عائدًا جيدًا حتى في حالة تغير الظروف الاقتصادية.
٣- السيولة وسهولة الوصول
السيولة عنصر أساسي، فهي تقيس مدى قدرتك على الوصول إلى أموالك في الوقت المناسب، فقد تقدم بعض منصات الاستثمار عوائد مرتفعة، لكنها تُجمد الأموال في المحفظة الاستثمارية لعدة سنوات، وهو ما قد لا يناسب المستثمر الذي يحتاج للسيولة على المدى القصير.
وفقًا للوائح السعودية، يتعين على الجهات المديرة لصناديق الاستثمار الاحتفاظ بحد أدنى من الأصول السائلة لتلبية طلبات استرداد الاستثمارات، وهذا يضمن للمستثمرين القدرة على التخارج من الاستثمار وفي الوقت نفسه يضمن لهم قيمة عادلة عند البيع.
باختصار، عند اختيار منصة استثمار، يجب التأكد من أنها توفر عمليات سحب مرنة وأن أصولها قابلة للتسييل بسهولة.
٤- الامتثال التنظيمي (إرشادات البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية)
الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية أحد أهم معايير اختيار منصة الاستثمار، وفي السعودية، تُنظم هيئة السوق المالية الأوراق المالية وصناديق الاستثمار، فيما تخضع البنوك وشركات التمويل تحت تنظيم البنك المركزي السعودي.
هذه الجهات تفرض على المنصات الحصول على ترخيص والالتزام بمستويات عالية من الشفافية والإفصاح وحماية المستثمر.
فعلى سبيل المثال، تلزم لوائح هيئة السوق المالية مديري الصناديق بالإفصاح بوضوح عن الرسوم والمخاطر، وهذا يساعد الإشراف التنظيمي على تقليل احتمالات الاحتيال ويعزز ثقة المستثمرين.
٥- الرسوم والعمولات
إذا كانت الرسوم مرتفعة، فإنها قد تلتهم جزءًا كبيرًا من المنصة التي تقدم عوائد أعلى، لذلك يجب معرفة كل التكاليف، بما في ذلك رسوم الإدارة والعمولات ورسوم الأداء، وتُلزم اللوائح السعودية بالإفصاح الكامل عن جميع الرسوم في مستندات الطرح والعقود.
من المهم مقارنة الرسوم بين المنصات، إذ يمكن لفرق التكاليف بنسبة 2% سنويًا، أن يكون كبيرًا عند قياس العائد على المدى الطويل، وهو يبرز ضرورة تركيز المستثمر دائمًا على العائد الصافي وليس الإجمالي.
٦- تجربة المستخدم والتقنيات المستخدمة في المنصة
تؤدي التكنولوجيا وتجربة الاستخدام دورًا مهمًا في دعم الاستثمار، حتى وإن لم تكن مصدرًا مباشرًا لزيادة العائد، فالمنصات الحديثة توفر لوحات معلومات واضحة، وإمكانية وصول سهل عبر الهاتف المحمول للمستثمرين، وتقارير دورية تُمكنهم من تتبع النتائج واتخاذ قرارات مدروسة.
كما تساعد هذه التقنيات المتطورة في إدارة المخاطر والشفافية بشكل أفضل، ورغم أنها لا تؤثر في العوائد، فإنها تُسهم بشكل كبير في ضمان استثمار سلسل وتعزيز ثقة المستثمرين خاصة مع تقليل الأخطاء.
وفي السعودية، تطور العديد من المنصات الرقمية أدواتها لتسهيل العملية الاستثمارية وجعلها أكثر شفافية للمستثمرين المحليين والدوليين.
ما هي أفضل منصات الاستثمار ذات العوائد المرتفعة في السعودية؟
شهدت سوق الاستثمار في المملكة العربية السعودية تغيرًا سريعًا خلال السنوات الأخيرة، وبدعمٍ من رؤية 2030، توسعت الخدمات المالية الرقمية بشكل كبير مع ضمان التزامها بسياسات وهيئة السوق المالية، ما فتح آفاقًا جديدة أمام المستثمرين لتحقيق عوائد مجزية.
وبعدما كان اعتماد المستثمرين ينحصر على البنوك أو الصكوك التقليدية، فقد أصبح بإمكانهم اختيار منصات توفر وصولًا مباشرًا إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل الفواتير، أو صكوك الشركات والحكومات.
ولدى كل منصة خصائص مختلفة قليلًا عن غيرها، لذلك تتباين النتائج بحسب دمج المستثمر لعناصر العائد والمخاطرة واللوائح.
١- فندينق سوق
فنديق سوق واحدة من أبرز منصات إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية، وهي مرخصة من البنك المركزي السعودي، وتقوم أعمالها على تمويل الشركات الصغيرة مقابل أرباح شهرية تُصرف للمستثمرين إلى جانب استرداد القرض.
وتتيح المنصة إمكانية تحقيق عائد سنوي يصل إلى 23% على بعض الصفقات، مع وجود استراتيجية شفافة لإدارة المخاطر توفر حماية عالية للمستثمرين.
وتبلغ معدلات التخلف عن السداد نحو 2.3% فقط، وهي أقل بكثير من متوسط منصات التمويل الجماعي الأخرى، كما تشارك المنصة في برنامج "كفالة" الحكومي الذي يغطي حتى 50% من قيمة القرض، ما يعزز الحماية والعوائد، ويمنح السداد الشهري للمستثمرين سيولة ممتازة لإعادة استثمار أموالهم سريعًا.
وتُمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 99% من الشركات السعودية ونحو 28% من الناتج المحلي الإجمالي، مع هدف الوصول إلى 35% بحلول 2030، لذا فإن الاستثمار عبر فندينق سوق يجمع بين تحقيق الربح ودعم قطاع اقتصادي حيوي.
٢- ليندو
ليندو منصة تمويل فواتير مرخصة من البنك المركزي السعودي، ويقوم المستثمرون بتمويل الفواتير غير المسددة، ثم يستردون أموالهم عند تحصيل تلك الفواتير.
منذ تأسيسها، استثمرت المنصة أكثر من 2.5 مليار ريال سعودي وسددت للمستثمرين أكثر من 33 مليون دولار.
تتميز ليندو بصفقاتها قصيرة الأجل، التي تمتد لبضعة أشهر فقط، وهي مناسبة لمن يحتاجون سيولة سريعة، لكن عوائدها أقل من فندينق سوق، كما أن فترات الاستثمار القصيرة تقلل من فرص الأرباح الكبيرة، لذلك هي مناسبة للمستثمرين الباحثين عن سيولة دون توقع عوائد مرتفعة.
٣- تعميد
تعمل منصة تعميد، المرخصة من البنك المركزي السعودي عام 2023، بشكل مختلف عن منصات الاستثمار الأخري، حيث تتخصص في تمويل أوامر الشراء الحكومية للشركات الصغيرة، وموّلت حتى الآن عقودًا تزيد قيمتها عن 400 مليون ريال سعودي.
ويبلغ العائد السنوي الذي تقدمه تعميد حوالي 15%، وهو معدل متوسط مقارنة بمنصات الاستثمار الأخرى.
وبما أن أوامر الشراء هذه صادرة عن الحكومة، فهذا يمنح المستثمرين أمانًا عاليًا، لكن في المقابل تكون العوائد أقل من منصات الإقراض المباشر مثل فندينق سوق.
ومن عيوبها أيضًا أن الصفقات مشروطة بأوامر حكومية، ما يعني تنوعًا أقل من قروض الشركات الصغيرة والمتوسطة العامة.
٤- صكوك المالية
توفر صكوك المالية خيارات لشراء السندات الإسلامية وغيرها من الديون الخاضعة لقواعد معينة، ويستخدمها الكثيرون للحصول على دخل ثابت متوافق مع الشريعة الإسلامية.
ويتراوح متوسط العائد بين 11% و12%، وهو أعلى من الودائع البنكية وحسابات التوفير، لكنه أقل من منصات التمويل الجماعي.
تحظى منصة الصكوك المالية بشعبية بسبب استقرارها ووضوح هيكلها وارتباطها بأصول ملموسة، فضلًا تميزها بتقلبات سعرية أقل، فهي مفيدة للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت، لكنها تقدم عوائد أقل مقارنة بالمنصات الحديثة، مثل فندينق سوق.
٥- كفاءة المالية
منصة كفاءة مرخصة من هيئة السوق المالية، وتوفر تمويل الصكوك والاستثمار فيها، مع حد أدنى منخفض يبلغ ألف ريال سعودي، ما جعلها مناسبة للمستثمرين الأفراد.
وحققت بعض استثمارات المنصة عوائد تجاوزت 19%، وهو معدل مرتفع عن المتوسط للاستثمار في هذا النوع من الأصول.
ورغم أن العوائد مرتفعة، فإنها ليست ثابتة مثل المنصات الأخرى وتعتمد على السوق، لذلك غالبًا ما يستخدمها المستثمرون كمنصة مكملة لمنصات أخرى، وليست بديلًا عن العوائد المرتفعة في منصات الإقراض الأخرى مثل فندينق سوق.
٦- صكوك دار الأركان
تُعد دار الأركان من أكبر شركات التطوير العقاري في السعودية، وتصدر صكوكًا توفر عوائد مضمونة للمستثمرين على ديون الشركة.
وقد أصدرت الشركة في يونيو 2025، صكوكًا بقيمة 750 مليون دولار، بعائد سنوي 7.25% لمدة خمس سنوات.
تكمن الميزة في أن الصكوك صادرة عن شركة تطوير عقاري رائدة ومتميزة، ومع ذلك، فإن العائد السنوي البالغ 7.25% يعد منخفضًا جدًا مقارنةً بما تقدمه منصات إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة، لذا فهي خيار مناسب لمن يريد دخلًا ثابتًا لا لمن يبحث عن عوائد عالية.
٧- صكوك (صح)
تصدر هذه الصكوك بإشراف المركز الوطني لإدارة الدين في السعودية، وهذه الصكوك مضمونة بالكامل من الحكومة السعودية، وتُباع من خلال البنوك السعودية.
وتقدم هذه الصكوك أدنى عائد بين جميع الخيارات عبر منصات الاستثمار الأخرى، ما يجعلها مناسبة للمستثمرين شديدي التحفظ الذين يبحثون فقط عن الأمان وليس عن الربح المرتفع.
الأسئلة الشائعة قبل اتخاذ قرار الاستثمار
١- ما متوسط عائد الاستثمار في المنصات ذات العوائد المرتفعة في السعودية؟
يختلف معدل العائد على الاستثمار في السعودية بحسب المنصة ونوع المنتج المالي، فعلى سبيل المثال، تشير منصة فندينق سوق إلى تحقيق معدل عائد داخلي يصل إلى 23% في بعض صفقات تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، بينما تحقق منصات تمويل الفواتير مثل ليندو عادة عائدًا يتراوح بين 12% و15% سنويًا.
أما استثمارات الصكوك فتتميز بالعائد الثابت، لكنه أقل ويتراوح عادة بين 4% و12%.
وبسبب هذا التباين، لا يمكن تحديد رقم واحد يمثل سوق العوائد في السعودية، فالعائد المرتفع غالبًا ما يقترن بمستوى مخاطرة أعلى، بينما توفر الصكوك عوائد أقل لكنها أكثر استقرارًا.
ويعتمد اختيار الاستثمار المناسب على رغبة المستثمر: هل يفضل نموًا سريعًا وعوائد عالية؟، أم يفضل دخلًا ثابتًا ومنتظمًا
٢- كيف أختار منصة الاستثمار المناسبة لأهدافي؟
أول خطوة هي تحديد أهدافك الاستثمارية بوضوح، إن كنت تبحث عن نمو سريع ولا تمانع في تحمل بعض المخاطر، فقد تكون منصات مثل فندينق سوق أو ليندو خيارات مناسبة.
أما إذا كنت تفضل الاستقرار والبعد عن التقلبات، فالصكوك أو منتجات الادخار الحكومية مثل صكوك (صح) قد تكون الأنسب.
وبعد تحديد أهدافك، قارن بين المنصات من حيث، الالتزام باللوائح، والأداء التاريخي، والرسوم، فالتنظيم والترخيص من البنك المركزي السعودي أو هيئة السوق المالية يشير إلى الثقة، تشير التقارير المتعلقة بمعدلات التخلف عن السداد والتكاليف إلى ما إذا كان العائد يبدو جيدًا فعليًا.
وعندما يقارن المستثمر هذه المعطيات مع أهدافه الشخصية، يصبح اتخاذ القرار أسهل وأكثر دقة.
٣- هل يمكن للمقيمين الاستثمار في المنصات السعودية؟
نعم، تسمح العديد من المنصات السعودية للمقيمين من غير المواطنين بالاستثمار، بشرط وجود، إقامة سارية المفعول، وحساب بنكي محلي.
ويمكن للمقيمين الاستثمار عبر منصات الإقراض من نظير إلى نظير، والصكوك، وغيرها من المنتجات المعتمدة من هيئة السوق المالية والبنك المركزي السعودي، وعادة ما يكون التسجيل بسيطًا ومتطلباته محدودة.
يُمكن للمواطنين والمقيمين في البلاد شراء منتجات مثل صكوك (صح)، رغم وجود بعض القيود.
كما يجب على المقيمين التأكد من سياسة البنك لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تحويل الأرباح إلى خارج المملكة.
اقرأ المزيد عن: أفضل الاستثمارات للمغتربين في المملكة العربية السعودية
٤- ما الحد الأدنى للاستثمار في هذه المنصات السعودية؟
يختلف الحد الأدنى للاستثمار من منصة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال، تسمح منصة فندينق سوق بالاستثمار ابتداءً من ألف ريال سعودي فقط، وهو نفسه المعتمد من منصة كفاءة المالية، ما يجعل البدء بمبالغ صغيرة أمرًا سهلاً ومتاحًا للجميع.
هذه الحدود المنخفضة تتيح للمستثمرين اختبار السوق واكتساب الثقة قبل الالتزام بمبالغ أكبر، أما الفرص الأخرى مثل الاستثمار في العقارات أو صكوك الشركات، فتتطلب عادةً مبالغ أكبر تبدأ من 10 آلاف ريال سعودي.
لذا من الضروري قبل الاستثمار مراجعة متطلبات كل منصة ووضع خطة لتوزيع رأس المال بين الخيارات المختلفة.
٥- هل توجد مزايا ضريبية للاستثمار في السعودية؟
لا تفرض السعودية أي ضرائب على الدخل الاستثماري للأفراد، وبالتالي تُدفع عوائد الصكوك أو التمويل الجماعي أو غيرها من المنتجات المرخصة كاملة للمستثمر.
أما الشركات فتخضع لضريبة الأرباح كالمعتاد، ويجب على المقيمين الأجانب الانتباه إلى قوانين بلدانهم الأصلية، إذ أن بعض الدول تطلب من مواطنيها الإفصاح عن الدخل المحقق خارج البلاد، حتى وإن كانت السعودية لا تفرض ضرائب على هذا الدخل.
٦- كيف تضمن المنصات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية الاستثمار الأخلاقي؟
تستبعد المنصات المتوافقة مع الشريعة الأنشطة المحظورة مثل القروض الربوية أو الاستثمار في القطاعات المحرمة، وبدلاً من ذلك، تُستخدم عقود شرعية مثل: المرابحة (البيع بالتكلفة مع الربح)، والمضاربة (تقاسم الأرباح)، والصكوك.
وترتبط هذه العقود بأنشطة اقتصادية حقيقية، ما يجعلها أخلاقية وشفافة.
ولضمان الالتزام الشرعي، تعتمد معظم المنصات على هيئة شرعية داخلية أو مستشار شرعي خارجي يراجع كل منتج استثماري.
وبذلك يشعر المستثمر، عند استخدامه منصة مثل فندينق سوق، بالاطمئنان إلى أن العوائد المتحققة ناتجة عن معاملات متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
٧- ما الجهات التنظيمية المشرفة على منصات الاستثمار في المملكة العربية السعودية؟
تنقسم الرقابة التنظيمية في السعودية بين جهتين رئيسيتين: البنك المركزي السعودي ويشرف على أنشطة التمويل، بما في ذلك التمويل الجماعي والإقراض من نظير إلى نظير.
وهيئة السوق المالية، وتشرف على الأوراق المالية والصكوك وصناديق الاستثمار.
يضمن هذا التقسيم إخضاع كل منتج للجهة التنظيمية المناسبة، وهذه ليست قواعد شكلية، بل تتضمن متطلبات إلزامية مثل: الاحتفاظ برأس مال احتياطي، ونشر تقارير شفافة، والالتزام بإجراءات صارمة لإدارة المخاطر.
وتوفر هذه الرقابة مستوى عاليًا من الطمأنينة للمستثمرين بأن أموالهم تُدار ضمن إطار آمن وتحت إشراف رسمي.
٨- هل استثماراتي محمية؟
تختلف درجة الحماية باختلاف المنتج والمنصة، فعلى سبيل المثال، في فندينق سوق، يمكن ضمان جزء من أصل القرض عبر برنامج "كفالة"، الذي تدعمه الحكومة.
أما منتجات مثل صكوك "صح" الادخارية فتُعد مدعومة بالكامل من الحكومة، ولذلك تقدم أعلى مستويات الأمان.
لكن من المهم إدراك أن معظم الاستثمارات تنطوي على مخاطر سوق ومخاطر تخلف عن السداد.
وحتى الضمانات عادةً ما تغطي جزءًا من الاستثمار، لكنها ليست بديلاً عن دراسة المخاطر واتخاذ القرار بمسؤولية.
٩- هل يمكنني سحب استثماري في أي وقت؟
يعتمد ذلك على طبيعة المنتج الاستثماري، ففي منصات الإقراض من نظير إلى نظير، يبقى رأس المال مجمدًا حتى سداد المقترض للأقساط، ومع ذلك، يحصل المستثمر على مدفوعات شهرية من الأرباح وأصل القرض يمكنه إعادة استثمارها فورًا.
في منتجات مثل الصكوك أو أدوات الادخار، قد يكون الخروج المبكر ممكنًا إذا توفرت سوق ثانوية، لكن الأمر غير مضمون دائمًا.
وبسبب اختلاف سياسات السيولة بين منصة وأخرى، على المستثمر التأكد من شروط السحب والمرونة قبل اتخاذ قرار الاستثمار.
١٠- هل توجد رسوم مرتبطة باستخدام هذه المنصات؟
نعم، جميع المنصات تفرض رسومًا، لكن قيمة هذه الرسوم والطرف الذي يتحملها يختلفان من منصة لأخرى، فبعضها يفرض رسوم خدمة مباشرة على المستثمرين، بينما يفرض البعض الآخر رسومًا على المقترضين، والتي تُنقل للمستثمرين بشكل غير مباشر عبر عوائد أقل.
وفي جميع الحالات، تُخصم التكاليف من الأرباح الفعلية، لذلك من الضروري التركيز على العائد الصافي وليس الأرقام المعلنة.
يجب على المستثمرين دراسة العائد الحقيقي بعد الرسوم، وليس العائد المعلن فقط، فقد تعرض منصة ما عائدًا بنسبة 15%، لكن بعد خصم الرسوم يحصل المستثمر على 12%، بينما قد تقدم منصة أخرى 13% قبل الرسوم وتحقق عائدًا صافيًا أعلى.
١١- كيف يمكنني تقييم موثوقية منصة الاستثمار؟
أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت المنصة موثوقة هي التأكد من حصولها على ترخيص هيئة السوق المالية أو البنك المركزي السعودي، فهذه الجهات تفرض لوائح قوية تحمي المستثمرين.
كما يُنصح بالنظر إلى عدة عوامل أخرى، مثل: مدة عمل المنصة في السوق، وحجم التمويل الذي جمعته، وعدد القروض المتعثرة، وعدد الدفعات التي تم سدادها بنجاح.
إضافة إلى ذلك، تعد الشفافية عنصرًا مهمًا، فالشركة الواضحة والصادقة والتي تعلن المخاطر بوضوح تكسب ثقة أكبر من غيرها، كما توفر تجارب المستخدمين والمراجعات المستقلة طبقة إضافية من المعلومات.
١٢- ما المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذه المنصات؟
ينطوي أي استثمار على مخاطر، وفي السعودية، تشمل المخاطر الأساسية في المنصات ذات العوائد المرتفعة؛ مخاطر التخلف عن السداد، ومخاطر السيولة، ومخاطر السوق.
ويسهم برنامج كفالة في تقليل المخاطر، لكنه لا يلغيها بالكامل، ومعرفة المستثمر بهذه المخاطر تساعده على الاستعداد ووضع توقعات واقعية.
١٣- ما هو الإقراض من نظير إلى نظير وكيفية عمله؟
منصات الاقتراض من نظير إلى نظير تربط المستثمرين بالشركات التي تبحث عن تمويل، عبر منصات مرخصة مثل فندينق سوق، وتقوم المنصة بالتحقق من جدارة المقترضين، وإعداد العقود، وإدارة عمليات الدفع والتحصيل.
ويستثمر الأفراد في الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويحصلون على دفعات شهرية تشمل أصل المبلغ إضافة إلى الأرباح.
كما يقدم هذا النموذج عوائد أعلى مقارنة بالودائع البنكية، لكنه يحمل مخاطر أعلى مثل تعثر المقترض عن السداد، لذلك يلجأ العديد من المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم عبر فرص متعددة لتقليل المخاطر.
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض توعوية فقط ولا يُعد نصيحة استثمارية أو دعوة لاتخاذ أي إجراء مالي. لا يجوز الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية.