مقارنة بين الأنواع المختلفة للديون الخاصة
الديون الخاصة هي تمويل بالديون يتم خارج الأسواق العامة والنظام المصرفي، وهي فئة أصول متنوعة تقدم حلول تمويل بديلة.
وتتكيف هذه الديون بشكل كبير وفقًا لاحتياجات المقرض والمقترض، حيث يمكن هيكلتها بطرق متعددة، تتراوح بين الإقراض التقليدي مع الفائدة إلى الصفقات التي تجمع بين الديون وحقوق الملكية.
في هذه المقالة، نناقش أربعة من أبرز أنواع الصفقات في الديون الخاصة، مع تسليط الضوء على ملامحها الرئيسية، وفوائدها، وعيوبها.
اقرأ المزيد عن: فهم الديون الخاصة وكيف تختلف عن الديون العامة
۱- الإقراض المباشر
- الخصائص الرئيسية
عبارة عن قرض يقدمه المقرضون من القطاع الخاص للشركات لمدة محددة بسعر فائدة متفق عليه وضمانات.
ومثل أي قرض تقليدي، يتميز الإقراض المباشر بأنه له الأولوية في سداد الديون، مما يعني أن الدائنون في الإقراض المباشر يكون لهم الأولوية في استرداد أموالهم في حالة التخلف عن السداد أو الإفلاس.
ويمكن للمقرضين استخدام القيود أو الشروط التي يفرضها المقرضون للحد من تصرفات المقترض، للتخفيف من المخاطر.
-المستخدمون وحالات الاستخدام
عادةً ما يكون المقترضون شركات متوسطة الحجم تسعى لتمويل النمو والتوسع أو الاستحواذ أو إعادة التمويل.
أما المقرضون فهم اللاعبون الرئيسيون المعتادون في الديون الخاصة، بما في ذلك مديرو الأصول، وشركات التأمين، وصناديق الائتمان الخاصة التي تسعى لتحقيق دخل ثابت.
-الفوائد والمخاطر للمستثمرين
بالنسبة للفوائد، فإن الإقراض المباشر يوفر لهم تدفقات نقدية ثابتة بعائد أعلى عادةً من سوق السندات، فضلًا عن أن هذه القروض تكون مضمونة بالأصول، مما يقلل من خطر التخلف عن السداد.
أما المخاطر تأتي من أن هذه القروض تكون متوسطة أو طويلة الأجل وغير سائلة، مما يجعل من الصعب على المقرض الخروج من اتفاقية القرض وبيعه مقارنة بالأسواق العامة.
-الفوائد والمخاطر للمقترضين
يمنح القرض المباشر المقترضين فرصة للحصول على تمويل أسرع مقارنة بالقروض المصرفية التقليدية، كما يوفر لهم مرونة أكبر في هيكلة التمويل بالشكل الذي يتناسب مع احتياجاتهم، دون القيود التي قد تفرضها البنوك.
ومع ذلك، قد يتعين على المقترض دفع علاوة مخاطرة أعلى في صفقات الإقراض المباشر مقارنة بالقروض المصرفية، كما قد يواجه المقترض بعض القيود التي تفرضها شروط الدين.
۲- دين الميزانين
- الخصائص الرئيسية
يسمى هذا النوع بالديون المتوسطة أو ديون الميزانين لأن يجمع بين الديون والأسهم من خلال منح المقرض الحق في تحويل الديون إلى أسهم في حالة التخلف عن السداد، وعادة من خلال صك لشراء أسهم لاحقًا.
ويكون حاملو ديون الميزانين في درجة أقل من المقرضين العاديين لاسترداد أموالهم في حالة تعثر المقترض.
- المستخدمون وحالات الاستخدام
المقترضون هم عادة شركات تسعى لإجراء عمليات استحواذ بالرافعة المالية أو أنواع أخرى من الاستحواذ، أو الشركات التي تبحث عن رأس مال للنمو.
أما المقرضون، فيكونون عادةً صناديق تحوط، وشركات أسهم خاصة، ومديري أصول آخرين الذين يسعون للحصول على عوائد أعلى وفرص لزيادة حقوق الملكية.
- الفوائد والمخاطر للمستثمرين
يحصل المستثمر على عائد أعلى نتيجة لوضعه الثانوي في أولوية سداد الديون، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على حصص ملكية من خلال الضمانات، حال تخلف المقترض عن السداد.
أما بالنسبة للمخاطر، فإن موقعه الثانوي في ترتيب أولويات الديون يزيد من تعرضه لحالات التخلف عن السداد.
- الفوائد والمخاطر للمقترضين
يحصل المقترضون الذين يتمتعون بوضع مالي قوي على رأس مال سريع وغالبًا ما يكون غير مصحوب بتخفيف حصص الملكية، ومع ذلك، إذا عجز المقترض عن سداد القرض، يمكن للمستثمرين تفعيل الضمانات الخاصة بهم للحصول على حصة كبيرة من الأسهم في الشركة.
كما أن الفائدة على هذه القروض غالبًا ما تكون أعلى من القروض التقليدية.
۳- الدين المغامر
- الخصائص الرئيسية
على غرار تمويل الميزانين والذي يستخدم عادة لتمويل الشركات الناشئة، تقوم شركات رأس المال المغامر بإقراض الشركات الناشئة مقابل حصص ملكية في الشركة كضمان.
وهذا يمنح المؤسسين رأس المال دون التخلي بالضرورة عن الأسهم، لكن في الوقت نفسه يتيح للمقرضين شراء أسهم في الشركة لاحقًا بسعر متفق عليه مسبقًا.
- المستخدمون وحالات الاستخدام
يكون المقترضون غالبًا شركات ناشئة في مرحلة النمو، تسعى للحصول على تمويل لتوسيع عملياتها.
أما المقرضون، فهم شركات رأس المال المغامر، التي تستهدف تحقيق مكاسب كبيرة من الحصول على حصص ملكية في الشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية للنمو.
- الفوائد والمخاطر للمستثمرين
فيما يتعلق بالفوائد، يتيح الدين المغامر للمستثمرين الفرصة للاستثمار في شركات ناشئة قد تحقق أرباحًا ضخمة على المدى البعيد، بالإضافة إلى العوائد الثابتة من الفائدة.
أما المخاطر، فتتعلق بأن الشركات الناشئة تعتبر استثمارات عالية المخاطر، حيث يُتوقع أن 90% منها ستفشل خلال أول 5 سنوات.
ونظرًا لأن حصص الملكية هي فقط الضمان، فإن المقرض قد يواجه صعوبة في استرداد الخسائر حال فشل المشروع.
- الفوائد والمخاطر للمقترضين
يتيح الدين المغامر للمؤسسين الحصول على رأس المال اللازم بدون التأثير الكبير على حصص ملكيتهم في الشركة.
ولكن، في المقابل، فإن الفوائد المرتفعة والتزامات السداد قد تؤدي إلى زيادة الضغوط المالية، مما قد يعرقل النمو ويعرض الشركات الناشئة لخطر فقدان جزء كبير من حقوق الملكية في حال التعثر في السداد.
اقرأ المزيد عن: رأس المال المغامر أم الديون المغامرة.. ما الأفضل لمؤسسي الشركات الناشئة؟
٤- الدين المتعثر
-الخصائص الرئيسية
يُمنح الدين المتعثر أو القرض المتعثر للشركات التي تواجه صعوبات مالية، عادةً ما يتم شراء هذه الشركات بأسعار منخفضة، ثم تُعاد هيكلتها بشكل مشابه للأسهم الخاصة.
-المستخدمون وحالات الاستخدام
المقترضون هم الشركات التي تعاني من مشاكل مالية وتشغيلية، أما المستثمرون، فهم شركات مختصة في الأصول المتعثرة أو مديري أصول آخرون، يهدفون إلى شراء الديون بسعر منخفض لتحقيق أرباح عند تعافي الشركة أو إعادة هيكلتها.
-الفوائد والمخاطر للمستثمرين
يتيح الدين المتعثر للمستثمر فرصة شراء شركات شركة مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، وفي حالة نجاح عملية التعافي من الصعوبات المالية، فإن العوائد قد تكون كبيرة.
ومع ذلك، الشركات المتعثرة تواجه مخاطر عالية للتخلف عن السداد، وقد يكون من الصعب تقييم قيمتها بشكل دقيق بسبب وضعها المالي غير المستقر.
-الفوائد والمخاطر للمقترضين
الديون المتعثرة هي الحل الأخير للشركات التي تحتاج إليها ويمكن أن تكون طوق نجاة لإنقاذ الشركات المهددة بالإفلاس.
ومع ذلك، فإنها تأتي مع أسعار فائدة أعلى وإلى جانب فقدان السيطرة المحتملة للدائنين.
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر