العربية
لا شك أن بدء مشروع تجاري جديد أمر محفوف بالمخاطر، حيث تشير بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي إلى أنه من كل 5 شركات جديدة تفشل شركة واحدة في أول عامين لها.
ولتجنب هذا المصير، يتطلب الأمر تخطيطًا دقيقًا، ومتابعة دقيقة للسجلات المالية، والتفكير الاستباقي للتنبؤ بأداء الشركة وسط التغيرات المستمرة في السوق، ببساطة، يتطلب الأمر تحليل الماضي إذا كنت تسعى للنجاح في المستقبل.
لحسن الحظ، هناك أدوات مجربة أثبتت نجاحها، يمكن أن تساعدك على إنجاح مشروعك الخاص، وبصفة خاصة، عليك أن تتقن فن (وعلم) إعداد التوقعات المالية الدقيقة، وفي هذا المقال، سنستعرض ما يتطلبه ذلك.
اقرأ المزيد: رأس المال المغامر أم الديون المغامرة.. ما الأفضل لمؤسسي الشركات الناشئة؟
التوقعات المالية هي خريطة الطريق لشركتك في المستقبل، فمعنى أوضح تقييم الأداء المستقبلي للشركة، فهي تعتمد على وضعك المالي الحالي لتحليل كيفية تطور شركتك خلال العام أو العامين القادمين، أو حتى بعد خمس سنوات.
تقدم التوقعات المالية تحليلًا دقيقًا لعوامل مثل التدفقات النقدية الداخلة والخارجة، والإيرادات، والنفقات، وهي جزء أساسي من عملية اتخاذ القرار في أي شركة ناجحة.
وتساعدك هذه التوقعات في تحديد أفضل موعد لإطلاق منتجات جديدة، أو تعيين موظفين جدد، أو الحصول على قرض، أو إجراء استثمارات جديدة، وغيرها.
كما أنها غالبًا ما تكون أول مؤشر على انحراف شركتك عن المسار الصحيح، مما يمنحك فرصة لتصحيح المسار.
التوقعات المالية لا تهم الشركة فقط، بل أيضًا الأطراف الأخرى؛ فالتوقعات المالية المفصلة قد تساهم في كسب ثقة المستثمرين والمقرضين الذين يسعون للتأكد من أن أموالهم ستُسترد أو ستنمو.
كما أن التوقعات الدقيقة يمكن أن تساعد مستشارك المالي في تقديم نصائح أفضل لك، وتجذب الشركاء والمساهمين وتساعدك على جذب أفضل أصحاب المناصب والمواهب مثل كبار المديرين التنفيذيين.
بمعنى آخر، تلعب التوقعات المالية دورًا مزدوجًا: فهي أداة للتخطيط الداخلي وأداة للتواصل مع الأطراف العامة الخارجية.
التوقعات المالية قد تتضمن كمية كبيرة من البيانات، لكن هناك بعض المفاهيم الأساسية التي تعتمد عليها الشركات في النهاية.
وتشمل هذه العناصر تحليل قوائم الدخل والتدفقات النقدية، والميزانية العمومية للشركة، وستناول كل من هذه العناصر بشكل منفصل.
قائمة الدخل، والتي تُعرف -أيضًا- قائمة الأرباح والخسائر، تهدف إلى تقديم لمحة سريعة عن ربحية الشركة من خلال تحليل الإيرادات والنفقات على مدار فترة زمنية محددة، مثل ربع سنة أو سنة.
وتتضمن قائمة الدخل عادةً عناصر مثل:
۱-الإيرادات: الأموال المحققة من بيع السلع والخدمات قبل خصم النفقات.
۲-تكلفة البضائع المباعة: تكلفة إنتاج السلع والخدمات، مثل أجور العمالة والمواد الخام.
۳-إجمالي الأرباح: الفرق بين الإيرادات وتكلفة البضائع المباعة، وهو ما تم ربحه بعد تغطية التكاليف المباشرة.
٤-النفقات التشغيلية: التكاليف الأخرى المتعلقة بالعمليات التشغيلية للشركة مثل التسويق، والإيجار، ولوازم المكتب، والتأمين، يتم تقسيمها إلى نفقات ثابتة (مثل الإيجار) ومتغيرة (مثل التسويق).
٥-الدخل التشغيلي: الدخل الناتج من خصم النفقات التشغيلية من الربح الإجمالي، ويعرف أيضًا بالأرباح قبل الفوائد والضرائب.
٦-الدخل والنفقات الأخرى: المكاسب والخسائر الناتجة عن بيع الأصول أو الإيرادات والنفقات غير التشغيلية الأخرى.
٧-صافي الدخل: صافي الربح أو الخسارة بعد احتساب جميع الإيرادات والنفقات، إذا كانت الإيرادات أكبر من النفقات، تكون الشركة قد حققت ربحًا.
تعتبر قائمة التدفقات النقدية أداة لتتبع التدفقات النقدية الداخلة والخارجة على مدار فترة زمنية محددة، وتوفر لمحة عامة عن السيولة المالية للشركة.
يمكن تقسيم قائمة التدفقات النقدية إلى ثلاثة أقسام:
تتعلق بالتدفقات النقدية الناتجة عن الأنشطة اليومية للشركة، مثل الإيرادات من مبيعات السلع والخدمات، المدفوعات للموردين، مدفوعات الرواتب، والنفقات مثل الإيجار أو تكاليف التصنيع.
التدفقات النقدية الناتجة عن الأنشطة طويلة الأجل، مثل بيع الأصول أو شراء معدات جديدة أو استثمار في مشروعات جديدة.
تشمل التدفقات النقدية المتعلقة بالتمويل أو إدارة الديون وحقوق الملكية، مثل الحصول على تمويل، إصدار الأسهم، سداد القروض، أو دفع الأرباح للمساهمين.
من خلال جمع هذه الأنشطة، يمكنك حساب مؤشرين رئيسيين:
۱-التدفق النقدي الصافي: هو مجموع التدفقات من الأنشطة الثلاثة السابقة، وإذا كان إيجابيًا، فهذا يعني أن تدفقات النقدية الداخلة تفوق التدفقات الخارجة، مما يشير إلى أن شركتك مستقرة ماليًا.
۲-التدفق النقدي الحر: هو النقد المتبقي لدى الشركة بعد خصم النفقات التشغيلية وتكلفة الحفاظ على الأصول الرأسمالية.
الميزانية العمومية هي بيان مالي يوضح بالتفصيل ما تملكه الشركة، وما عليها من التزامات، والمبالغ المستثمرة من قبل المساهمين.
تتكون الميزانية العمومية من ثلاثة مكونات أساسية:
۱-الأصول: كل ما تملكه الشركة أو تتحكم فيه، والأصول المتداولة هي تلك التي يمكن تحويلها إلى نقد أو استخدامها خلال عام، مثل الحسابات المدينة، الأرصدة البنكية، والمخزون القابل للبيع،
أما الأصول غير المتداولة فهي الأصول التي تدوم لفترة أطول، مثل الاستثمارات طويلة الأجل، أو المباني والأراضي.
۲-الخصوم أو الالتزامات: ما تدين به الشركة للآخرين، والالتزامات المتداولة يجب تسويتها خلال عام، مثل الحسابات الدائنة، وخطوط الائتمان،
والقروض قصيرة الأجل، أما الالتزامات غير المتداولة فهي تلك التي تكون مستحقة بعد عام، مثل الرهن العقاري ومدفوعات السندات ومدفوعات التقاعد.
۳-حقوق المساهمين: هي القيمة المتبقية بعد خصم الالتزامات من الأصول، وتعد مقياسًا لصافي قيمة الشركة، وتشمل رأس المال المدفوع من المساهمين، والأرباح المحتجزة، وأسهم الخزينة، التي تم إعادة شرائها من قبل الشركة.
اقرأ المزيد: تحقيق التوازن بين تخفيف حصص الملكية والنمو
-تحديث الأرقام بانتظام: مع التغير المستمر في العالم وشركتك، تأكد من تحديث التوقعات بشكل دوري لتعكس الظروف الجديدة، حتى لا تكون متأخرًا.
-كن دقيقًا للغاية: تقسيم التوقعات إلى أجزاء صغيرة يسهل تحليلها وإدارتها بشكل أفضل.
-استخدم البيانات التاريخية: استعن بالأداء السابق لإعداد التوقعات المستقبلية لتكون واقعية.
-إنشاء سيناريوهات مختلفة: فكر في أفضل وأسوأ السيناريوهات، وما هو الأكثر احتمالًا.
-كن واقعيًا: تجنب التوقعات المبالغ فيها التي قد تفقد مصداقيتها مع المستثمرين أو أي شخص يقيّم الشركة.
-استخدم برامج المحاسبة: مثل كويك بوكس أو إكسيل، لتسهيل عملية إعداد التوقعات.
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر
