استفادة المستثمرين من التنويع
التنويع هو إستراتيجية توزيع الاستثمار عبر فئات الأصول المختلفة للحد من مخاطر التعرض لفئة واحدة من الأصول، ومن ثم تقليل التقلبات الإجمالية لمحفظتك على المدى الطويل.
ويتطلب الاستثمار الناجح تحقيق التوازن بين تحمل المخاطر والأفق الزمني للاستثمار، وهذا يعني أنك إذا كنت متحفظًا للغاية بشأن مدخرات التقاعد في صغرك، فإنك ستواجه خطرين: أولاً، أن معدل نمو استثماراتك لن يتماشى مع التضخم، وثانيًا، أن أموالك لن تتزايد إلى المبلغ المطلوب للتقاعد.
وعلى العكس من ذلك، فإن الانخراط في الاستثمار بقوة عندما تكبر قد يُعرض مدخراتك لتقلبات السوق ويؤدي إلى تآكل قيمة أصولك في وقت لديك فيه فرص أقل لتعويض خسائرك.
ولذلك تتمثل إحدى إستراتيجيات الاستثمار في تنويع أصولك من أجل تحقيق التوازن بين المخاطر والعائد في محفظتك الاستثمارية.
ويتضمن ذلك توزيع محفظتك عبر فئات أصول متعددة بطرق مختلفة، ما يمكنك من تقليل حدة التقلبات المقلقة، مع ملاحظة أن التنويع لا يضمن الربح أو يحمي من الخسائر، هو فقط يقلل تعرضك لمخاطر الاستثمار.
المكونات الأربعة الرئيسية لمحفظة استثمارية متنوعة
-الأسهم المحلية: تُشكّل جزءًا ملحوظًا من محفظتك وتوفر إمكانية تحقيق نمو أعلى على المدى الطويل، إلا أن ذلك يكون مصحوبًا بمخاطر مرتفعة، خاصة على المدى القصير.
ونظرًا لطبيعتها المتقلبة، فإن الأسهم بشكل عام لا يمكن التنبؤ بها مقارنة ببعض فئات الأصول الأخرى، ما يعني أن قيمة استثمارك في الأسهم يمكن أن تنخفض بحلول الوقت الذي تقرر فيه البيع.
-السندات: تمثل أحد أدوات الدخل الثابت، وعادة من تكون أقل تقلبًا من الأسهم، بل قد تكون أيضًا بمثابة حاجز ضد تقلبات سوق الأسهم، لأنه غالبًا ما يكون لها نمط أداء مختلف.
ولذلك يلجأ المستثمرون الذين يفضلون الأمان على النمو إلى الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية أو غيرها من السندات عالية الجودة، مع تقليل تعرضهم للأسهم.
ومع ذلك، قد يتعين على هؤلاء المستثمرين قبول عوائد أقل على المدى الطويل، حيث أن العديد من السندات، وخاصة السندات عالية الجودة، توفر عمومًا عوائد أقل من الأسهم.
ورغم ذلك، تجدر الإشارة إلى أن بعض استثمارات الدخل الثابت، مثل السندات ذات العائد المرتفع وبعض السندات الدولية، قد توفر عوائد أعلى، ولكنها تأتي مع مخاطر متزايدة.
- الاستثمارات قصيرة الأجل: تشمل صناديق سوق المال وشهادات الإيداع قصيرة الأجل.
وتعد صناديق سوق المال خيارًا للاستثمار منخفض المخاطر يوفر الاستقرار وسهولة الوصول إلى رأس المال الخاص بك، مما يجعلها خيارًا جيدًا للمستثمرين الذي يرغبون في حماية الأصول.
ومع ذلك، في مقابل هذا القدر من الأمان، عادة ما تمنح صناديق سوق المال عوائد أقل من صناديق السندات أو السندات الفردية، كما أنها غير مؤمنة أو مضمونة من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، أو من أي هيئة حكومية أخري.
كما أن شركة فيديليتي للاستثمارات والشركات التابعة لها، الراعي لصناديق سوق المال، ليست ملزمة قانونًا بتقديم الدعم المالي للصندوق في أي وقت.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمار في صناديق سوق المال قد يؤدي إلى خسائر، فعلى الرغم من أن الصندوق يهدف إلى الحفاظ على قيمة استثمارك عند دولارًا للسهم، إلا أنه لا يمكن أن يضمن نجاحه.
ويأتي ذلك مع حقيقة أن صندوق سوق المال قد يتقاضى رسومًا عند بيع أسهمك أو تقييد قدرتك مؤقتًا على بيعها حال انخفاض السيولة إلى الحد الأدنى المطلوب بسبب ظروف السوق أو عوامل أخرى.
من ناحية أخرى، فإن العديد من شهادات الإيداع قصيرة الأجل تكون مضمونة من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، لكن في الوقت نفسه، لا يتيح الاستثمار فيها ميزة توافر السيولة التي تقدمها صناديق سوق المال بشكل عام.
-الأسهم الدولية: هي الأسهم العالمية التي تصدرها شركات تقع خارج الولايات المتحدة، وغالبًا ما يكون لديها أنماط أداء مختلف عن الأسهم الأمريكية، قد تتيح الوصول إلى فرص الاستثمار غير الموجودة في الأوراق المالية الأمريكية.
وإذا كنت تبحث عن استثمارات ذات عوائد أعلى ولكن مخاطر أعلى في الوقت نفسه، فقد يكون من المفيد التفكير في إضافة بعض أسهم الشركات الأجنبية إلى محفظتك الاستثمارية.
العناصر الأخرى التي يمكن أن تشكل محفظة متنوعة
-صناديق القطاع: هي نوع من الصناديق المشتركة أو الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز على صناعة أو قطاع معين من الاقتصاد، مثل التكنولوجيا أو الرعاية الصحية.
ويستثمر هذا الصندوق في أسهم الشركات ضمن هذا القطاع المعين ويتيح للمستثمرين الاستفادة من اتجاهات اقتصادية محددة.
ومن خلال الاستثمار في صناديق القطاع، يمكن للمستثمرين الاستفادة من أداء صناعة معينة مع تنويع محفظتهم عبر مختلف القطاعات.
-صناديق السلع الأساسية: هي صناديق تركز على الاستثمار في السلع الأساسية، مع ملاحظة أن الاستثمار بها قد يكون محفوفًا بالمخاطر ويتطلب مستوى عالٍ من الخبرة، ولكن بالنسبة للراغبين في المخاطرة، فإن صناديق الأسهم التي تركز على صناعات السلع الأساسية مثل النفط والغاز والتعدين والموارد الطبيعية يمكن أن توفر طريقة مفيدة للتحوط ضد التضخم.
وتستثمر هذه الصناديق في الشركات التي تشارك في إنتاج أو توزيع السلع، مما يوفر التعرض لسوق السلع دون الحاجة إلى الاستثمار المباشر في سلع مادية مثل الذهب أو النفط.
ومن خلال إضافة الصناديق التي تركز على السلع الأساسية إلى محفظتك، يمكنك تنويع استثماراتك وتخفيف آثار التضخم على العوائد الإجمالية.
-الصناديق العقارية: تشمل صناديق الاستثمار العقاري، وتعد أحد الخيارات لتنويع محفظتك الاستثمارية وتقليل مخاطر التضخم.
-صناديق تخصيص الأصول: يمكن للمستثمرين الذي يفتقرون إلى المعرفة والوقت لتكوين محفظة متنوعة بشكل جيد أن يتجهوا إلى صناديق تخصيص الأصول باعتبارها إستراتيجية صندوق واحد.
وتأتي هذه الصناديق التي تقدمها شركة فيديليتي للاستثمارات وغيرها، في أنواع مختلفة، مثل التي تستهدف مدة زمنية محددة -مثل التخطيط للتقاعد- أو الاحتفاظ بتخصيص معين للأصول أو زيادة الدخل أو الاستعداد لنتائج معينة مثل التضخم.
ما هي فوائد التنويع في تقليل تأثير تقلبات السوق؟
تركز إستراتيجية التنويع بشكل أساسي على التخفيف من تداعيات التقلبات على المحفظة الاستثمارية، بدلاً من تعظيم العوائد.
وتعرض المقالة نظريًا محفظة استثمارية لها توزيعات أصول مختلفة من خلال محفظة استثمارية قوية تتكون من 60% من أسهم أمريكية و25% أسهم دولية و15% سندات.
على الرغم من أن المحفظة لديها متوسط عائد سنوي قدره 9.77%، إلا أنه يُعتقد أنها تعاني من تقلبات مفرطة حيث أن أفضل عائد لها في 12 شهرًا سوف يكون 136%، في حين ان أسوأ عائد لها خلال الفترة نفسها هو خسارة ما يقرب من 61%، قد لا يكون هذا المستوى من التقلب مناسبًا لمعظم المستثمرين.
ومن خلال تعديل تخصيص الأصول بشكل طفيف، يمكن تقليل تأثير تقلبات السوق على المحفظة دون المساس بالأداء على المدى الطويل.
مثال على ذلك هو المحفظة التي تحتوي على 49% من الأسهم الأمريكية و21% من الأسهم الدولية و25% من السندات و5% من الاستثمارات قصيرة الأجل، التي يبلغ متوسط عائدها السنوي حوالي 9% خلال نفس الفترة الزمنية، ولكن مع نطاق محدود من الارتفاعات والانخفاضات.
ومع ذلك، لاحظ أن إضافة المزيد من استثمارات الدخل الثابت إلى المحفظة قد يقلل بشكل طفيف من توقعات العائد على المدى الطويل ولكن قد يقلل أيضًا من تأثير تقلبات السوق.
وهذه الموازنة بين المخاطر والعوائد قد يفضلها العديد من المستثمرين، حيث يصبحون أكثر عزوفًا عن المخاطر، لا سيما مع تقدمهم في السن.
أهمية تحديد الأفق الزمني للاستثمار
بعد الموازنة بين المخاطر والعوائد يجب أن يضع المستثمر في اعتباره الأفق الزمني للاستثمار عند تنفيذ إستراتيجية لمحفظة متنوعة.
على الرغم من أن الناس عادة ما يفكرون في مدخراتهم من حيث أهداف محددة مثل التقاعد أو الكلية أو الإجازة، فمن المهم مراعاة عاملين حاسمين أثناء إدارة تخصيص الأصول الخاصة بك.
أولاً، من الضروري تحديد الأفق الزمني أو عدد السنوات حتى تحتاج بعدها إلى المال، ثانيًا، يجب عليك تقييم مدى تحملك للمخاطر بغض النظر عن الهدف الذي تسعى لتحقيقه.
وبافتراض أنك تستهدف استثمار طويل المدى مثل التقاعد، والذي يبعد 25 عامًا على سبيل المثال، في مثل هذه الحالات، قد تفكر في تحمل المزيد من المخاطر لتحقيق نمو طويل الأجل، نظرًا لأن الأفق الزمني طويل نسبيًا.
وقد تفترض أنه في حالة حدوث تراجع في السوق على المدى القصير، سيكون لديك عادة وقت لتعويض الخسائر، لذلك، هنا قد يكون من المناسب تخصيص نسبة أعلى من الأسهم المحلية والدولية في محفظتك.
وبغض النظر عن الأفق الزمني، فإن القدرة على تحمل المخاطر تلعب دورًا مهمًا في إستراتيجيتك الاستثمارية، وحتى لو كان لديك هدف طويل الأجل مثل التقاعد، يجب أن تتحمل فقط مستوى من المخاطرة يكون مقبولًا بالنسبة لك.
ولكن إذا كنت أكثر تحفظًا، فقد ترغب في التفكير في محفظة استثمارية أكثر توازنًا مع بعض استثمارات الدخل الثابت، حتى بالنسبة للأهداف طويلة الأجل.
بالإضافة إلى ذلك، بغض النظر عن الأفق الزمني أو تحمل المخاطر، قد يكون من الحكمة تخصيص أحد أدوات الدخل الثابت في محفظتك للمساعدة في تقليل التقلبات بصفة عامة.
ومن جهة أخرى، من المهم أن تضع في اعتبارك أن الأفق الزمني غير ثابت وسيتغير بمرور الوقت، على سبيل المثال، إذا كان تاريخ تقاعدك الآن على بعد 10 سنوات فقط بدلًا من 25 عامًا، فقد تحتاج إلى تعديل تخصيص الأصول لتقليل تعرضك للاستثمارات عالية المخاطر وزيادة استثمارك في خيارات أكثر تحفظًا مثل السندات أو صناديق سوق المال.
ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل تأثير تقلبات السوق على محفظتك، وهو أمر بالغ الأهمية عندما تتوقع استخدام الأموال في المستقبل القريب.
وعندما تتقاعد، من المهم تحويل جزء كبير من محفظتك إلى استثمارات منخفضة المخاطر يمكن أن تدر دخلًا ثابتًا لك، لكن حتى أثناء التقاعد، يظل التنويع مهمًا لإدارة المخاطر.
ويتمثل الخطر الأكبر أثناء التقاعد في نفاد الأموال، لذلك من الحكمة عدم الاستثمار بالكامل في الأسهم مطلقًا والتعرض لبعض الاستثمارات الموجهة نحو النمو لمواجهة التضخم ومساعدة أصولك على الاستمرار طوال فترة تقاعدك.
بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا تضع كل أصولك في استثمارات قصيرة الأجل إذا كان أفقك الزمني أطول من عام واحد.
خلاصة القول، بغض النظر عن هدفك، أو مدى تحملك للمخاطر، أو الأفق الزمني، فإن المحفظة المتنوعة تعد مهمة للغاية لأي خطة استثمار متوازنة وحكيمة.
حقوق الصورة: Jakub Żerdzicki on Unsplash
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر