التنويع والتنويع الزائد ، أين تتوقف؟
تنويع الاستثمار هو استراتيجية لإدارة المخاطر تنطوي على الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول المختلفة مثل الأسهم والسندات والعقارات والسلع وما إلى ذلك.
وتهدف استراتيجية التنويع إلى تقليل تأثير تقلبات السوق والمخاطر المرتبطة بالاستثمار في سهم أو قطاع واحد؛ إذ يمكن للمستثمر تقليل تعرضه لمخاطر السوق وزيادة فرص تحقيق عوائد أكثر استقرارًا وثباتًا من خلال توزيع الاستثمارات عبر فئات الأصول والقطاعات المختلفة.
على النقيض من ذلك، فإن التنويع المفرط يؤدي إلى نتائج سلبية ويحدث عندما تصبح المحفظة الاستثمارية شديدة التنوع وتنتشر هذه الاستثمارات المتنوعة على نطاق ضيق بحيث لا يمكن لأي استثمار أن يحقق عوائد كبيرة.
فضلًا عن ذلك، فإن التنويع المفرط في المحفظة الاستثمارية يجعل المستثمر يفقد التركيز في إدارتها، مما يؤدي في النهاية إلى عوائد متواضعة، خاصة مع زيادة تكاليف المعاملات. كما يمكن أن يحدث التنويع المفرط عندما يحاول المستثمر توزيع استثماراته على نطاق واسع للغاية، مما يجعل المحفظة لا تتماشى مع أهداف الاستثمار.
فوائد التنويع في استراتيجيات الاستثمار
كما ذكرنا، يعد التنويع استراتيجية استثمار مقبولة على نطاق واسع تتضمن توزيع مخاطر الاستثمار وتعظيم العوائد، ومن الناحية النظرية، يسمح التنويع للمستثمرين بتحقيق عوائد أفضل عبر إدارة المخاطر.
ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هل من الممكن التنويع أكثر من اللازم؟ هل يمكن أن تصبح المحفظة الاستثمارية متنوعة لدرجة أنها تؤدي إلى تآكل المكاسب المحتملة ومن ثم تحقيق عوائد متواضعة؟ هذا ما يعبر عنه مفهوم التنويع المفرط.
ولمعرفة أضرار التنويع المفرط، من المهم فهم فوائد التنويع؛ إذ أنه يسمح للمستثمرين بتقليل تعرضهم لمخاطر السوق، والتي تتمثل في مخاطر خسارة الأموال بسبب تقلبات السوق. ومن خلال توزيع الاستثمارات عبر فئات الأصول والقطاعات المختلفة، يقلل المستثمرون من تعرضهم لأي مخاطر سوقية معينة.
على سبيل المثال، إذا كان المستثمر يفضل الاستثمار فقط في أسهم التكنولوجيا، فإنه يتعرض للمخاطر المرتبطة بقطاع التكنولوجيا، بمعنى أنه إذا تراجع قطاع التكنولوجيا، فمن المحتمل أن تتعرض محفظة المستثمر لخسائر كبيرة. في الوقت نفسه، إذا اختار المستثمر تنويع محفظته لتشمل الأسهم من قطاعات أخرى، مثل الرعاية الصحية والطاقة والسلع الاستهلاكية، فإن محفظته ستكون محمية بشكل أفضل من مخاطر السوق، بمعني أنه إذا تعرض قطاع معين للخسائر فإنها قد تتعوض جراء مكاسب قطاع آخر.
فضلًا عن تقليل المخاطر، فإن الفائدة الأخرى لاستراتيجية التنويع أنها قد تؤدي إلى تحقيق عوائد مستقرة وثابتة؛ فمن خلال الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول المختلفة، يقلل المستثمرون من تأثير تقلبات السوق على محافظهم الاستثمارية، هذا يؤدي إلى عوائد أكثر استقرارًا وثباتًا على المدى الطويل.
خلاصة القول
في الختام، التنويع هو استراتيجية استثمار ذات قيمة يمكن أن تقلل من التعرض لمخاطر السوق وتحقيق عوائد أكثر استقرارًا وثباتًا، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التنويع المفرط إلى عوائد ضئيلة ويضعف من تأثير أي مكاسب محتملة..
حقوق الصورة: Clay Banks on Unsplash
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر