هل تفكر في تأسيس شركة ذكاء اصطناعي في الإمارات العربية المتحدة؟ إليك ما ينبغي معرفته
تسعى الإمارات إلى ترسيخ مكانتها كرائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد بدأت بالفعل في تحقيق إنجازات بارزة في هذا الصدد؛ فعلى سبيل المثال، يضخ صندوق الذكاء الاصطناعي "إم جي إكس"، الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، استثمارات في شركات الذكاء الاصطناعي في الامارات ومراكز بيانات حول العالم، بالتوازي مع تعزيز القدرات الإمارات المحلية.
وفي السياق نفسه، يشكل استثمار مايكروسوفت البالغ 1.5 مليار دولار في شركة "جي 42" بأبوظبي واحدًا فقط من العديد من الشراكات المحلية.
وتندرج هذه الصفقات ضمن إطار استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي تستهدف مضاعفة الاستثمار في التقنيات المتطورة وتحويل الدولة الخليجية إلى قوة صاعدة في هذا المجال.
وفي سبيل تحقيق هذه الطموحات الكبيرة، تسعى الإمارات إلى جذب الكفاءات الأجنبية، وما يساعد على ذلك أن تأسيس الشركات للأجانب بات أكثر سهولة في السنوات الأخيرة بفضل تخفيف القيود وزيادة الحوافز، ما يجعل الوقت الحالي الأنسب للاستثمار.
وفيما يلي، نستعرض أهم ما تحتاج إلى معرفته لتأسيس ذكاء اصطناعي في الإمارات بصفتك مستثمرًا أجنبيًا.
اقرأ المزيد عن: ما هي استراتيجية 2031 الوطنية للذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة ؟
هل يُسمح للأجانب التملك الكامل لشركة ذكاء اصطناعي في الإمارات؟
باختصار: نعم، فقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من التغييرات التشريعية والتنظيمية التي أتاحت للأجانب في الإمارات امتلاك شركات تعمل في أنشطة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 100%، ومن أبرز هذه التغييرات:
- تعديل قانون الشركات التجارية لعام 2020: في عام 2020، عدلت الإمارات قانونها الاتحادي بما يسمح للأجانب بتأسيس شركات بملكية كاملة بنسبة 100%.
وألغى تعديل عام 2020 شرط وجود شريك إماراتي أو وكيل خدمات محلي للشركات العاملة خارج المناطق الحرة، منهيًا القاعدة السابقة التي كانت تحدد ملكية محلية بنسبة 51%.
كما سمح القانون بإنشاء شركات مساهمة عامة يمكنها طرح ما يصل إلى 70% من أسهمها للاكتتاب العام، مقارنة مع 30% سابقًا.
- قرار مجلس الوزراء رقم 16 لسنة 2020: أصدر مجلس الوزراء قرارًا يتضمن قائمة إيجابية تضم 122 نشاطًا اقتصاديًا رئيسيًا وفرعيًا يٌسمح للأجانب التملك بها بنسبة 100%.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي لم يُذكر بالاسم، فإن القائمة تغطي أنشطة ذات صلة مثل برمجة الحاسوب والبحث العلمي. وللتأهل، يجب على الشركات استيفاء الحد الأدنى لرأس المال، الذي يتراوح بين 2 و100 مليون درهم إماراتي، حسب النشاط.
- توجيهات خاصة من دوائر التنمية الاقتصادية المحلية: بموجب التشريعات الجديدة، غالبًا ما تُدرج الأنشطة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ضمن الأنشطة المعتمدة في القائمة الإيجابية عبر عدة إمارات.
فعلى سبيل المثال، تسمح دوائر التنمية الاقتصادية في دبي وأبوظبي بأكثر من 1000 نشاط يمكن أن يمتلكها الأجانب بالكامل، بما في ذلك أنشطة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.
- قرار مجلس الوزراء رقم 55 لسنة 2021: حدد هذا القرار "الأنشطة ذات الأثر الاستراتيجي" التي تخضع لقيود أكبر على الملكية، مثل الأمن، والخدمات المصرفية، والاتصالات.
وحتى الآن، لا يُدرج الذكاء الاصطناعي صراحة ضمن هذه القائمة، لكن من المهم متابعة أي تحديثات، فإذا أُضيف النشاط المرتبط بالذكاء الاصطناعي لاحقًا، فسيكون على دائرة التنمية الاقتصادية إحالة طلب الترخيص إلى جهة اتحادية لتنظر في تحديد نسبة الملكية الأجنبية المسموح بها.
ما هي متطلبات الامتثال لشركات الذكاء الاصطناعي المملوكة للأجانب في الإمارات؟
١- حقوق الملكية الفكرية
تتمتع الشركات الأجنبية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي بحماية الملكية الفكرية بموجب القانون، ولكن مع بعض القيود.
فمثلًا، وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم 38 لسنة 2021، يمكن حماية "التطبيقات الذكية، وبرامج الحاسب الآلي، وقواعد البيانات، والأعمال المشابهة" التي ينتجها الذكاء الاصطناعي إذا كان هناك مؤلف بشري محدد الهوية.
في المقابل، يستبعد القانون الاتحادي رقم 11 لسنة 2021 معظم البرمجيات من الحماية ببراءات الاختراع، ما يجعل من الصعب تسجيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي بصفتها براءات اختراع.
أما العلامات التجارية فيمكن تسجيلها بسهولة عبر بوابة وزارة الاقتصاد، وتُمنح لفترة عشر سنوات قابلة للتجديد.
٢- حماية البيانات
يتعين على شركات الذكاء الاصطناعي المملوكة للأجانب الامتثال للمرسوم بقانون اتحادي رقم 45 لسنة 2021 بشأن حماية البيانات الشخصية.
ويتطلب ذلك الحصول على موافقة صريحة عند جمع البيانات، وتوضيح سبب جمعها، وتعيين مسؤول لحماية البيانات في حالة التعامل مع بيانات حساسة، وضمان أن أي نقل للبيانات عبر الحدود يتم بطريقة آمنة.
٣- قوانين الإقامة
وفقًا لقرار مجلس الوزراء رقم 56 لسنة 2018، يمكن منح تأشيرات طويلة الأجل مثل "التأشيرة الذهبية" لمدة 10 سنوات لرواد الأعمال والمستثمرين والمتخصصين المتميزين في مجال التكنولوجيا.
كما توفر الإمارات ما يُعرف بـ"التأشيرة الخضراء" و"التأشيرة الزرقاء"، والتي تتيح الإقامة الذاتية -بدون كفيل- لمن يستوفي معايير محددة.
اقرأ المزيد عن: تحديثات ٢٠٢٥ لتأشيرة الإمارات العربية المتحدة الخضراء والتأشيرة الزرقاء
٤- أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والعدالة الخوارزمية
تؤكد الإمارات التزام الشركات بالمبادئ الجوهرية للشفافية والمساءلة والإشراف البشري عند تطوير أو تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وظهرت هذه المبادئ بصورة شاملة في وثيقة السياسة العامة الصادرة عام 2024.
ومن جانبها، تؤكد مبادئ الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها "دبي الرقمية" ضرورة أن تتخذ أنظمة الذكاء الاصطناعي قرارات خالية من أي تحيز أو تمييز، سواء في مراحل التدريب أو أثناء عملية اتخاذ القرار، وذلك من خلال استخدام بيانات تمثيلية والكشف عن أي مصادر محتملة للتحيز.
٥- ضريبة الشركات وأنظمة الأنشطة الاقتصادية الواقعية
في عام 2022، فرضت الإمارات ضريبة بنسبة 9% على الشركات التي تتجاوز أرباحها 375 ألف درهم إماراتي، مع إعفاء بعض الشركات الصغيرة والكيانات العاملة في المناطق الحرة.
كما تُلزم أنظمة الأنشطة الاقتصادية الواقعية الشركات المسجلة في الدولة بإثبات أنها تمارس نشاطًا اقتصاديًا حقيقيًا داخل الإمارات، وليست شركة وهمية، وهو ما قد يستلزم تقديم ما يثبت وجود موظفين ومقار تشغيلية فعلية.
اقرأ المزيد عن: هل مازالت الإمارات دولة معفاة من الضرائب؟
الأسئلة الشائعة حول الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة
١-هل يحق لغير المقيمين تأسيس شركة ذكاء اصطناعي في الإمارات؟
نعم، يمكن لغير المقيمين تأسيس شركات ذكاء اصطناعي في دولة الإمارات مع التمتع بملكية كاملة بنسبة 100%.
ومع ذلك، قد تحتاج إلى تعيين مدير مقيم في الإمارات أو الحصول على تأشيرة إقامة للقيام ببعض الإجراءات مثل فتح حساب مصرفي.
٢- ما نوع التأشيرة التي أحتاجها لتأسيس شركة ذكاء اصطناعي في الإمارات؟
إذا كنت تسعى للحصول على تأشيرة قبل تأسيس شركتك، يمكنك التقدم للحصول على تأشيرة الإقامة الذهبية (مناسبة لرواد الأعمال والمستثمرين)، أو تأشيرة الشريك (إذا أصبحت شريكًا أو مساهمًا في شركة قائمة بالإمارات)، أو التأشيرة الخضراء (كفالة ذاتية بشروط دخل محددة)، وغيرها من الخيارات المتاحة.
اقرأ المزيد عن: الإقامة الذهبية في الإمارات العربية المتحدة
٣-هل يمكن لشركتي الحصول على منح أو تمويل كشركة ذكاء اصطناعي ناشئة ومملوكة للأجانب؟
نعم، توفر الإمارات مجموعة واسعة من المنح وفرص التمويل للشركات الناشئة الأجنبية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، من بينها برامج مثل صندوق محمد بن راشد للابتكار، ومؤسسة دبي للمستقبل، إضافة إلى مبادرات أخرى ضمن إستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031.
٤- هل يمكنني الانضمام إلى مسرّعات الأعمال أو بيئات الاختبار للذكاء الاصطناعي كمؤسس غير إماراتي؟
نعم. تشجع الإمارات استقطاب المواهب الأجنبية للمساهمة في بناء منظومتها للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الانضمام إلى برامج مسّرعات الأعمال (Sandbox Accelerator) وهو برنامج استثماري للشركات الناشئة مدعوم من صناديق رأس المال المغامر.
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض توعوية فقط ولا يُعد نصيحة استثمارية أو دعوة لاتخاذ أي إجراء مالي. لا يجوز الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية.