هل بطاقات الائتمان حرام؟
تلعب المؤسسات المالية دورًا هامًا في المعاملات المالية في الوقت الحالي عبر تقديم العديد من الخدمات الضرورية على رأسها ماكينات الصراف الآلي، التي توفر للعملاء إمكانية سحب وإيداع الأموال ودفع فواتير الخدمات، وغيرها، وتوجد ثلاثة أنواع رئيسية من بطاقات الصراف الآلي:
i) بطاقة الخصم المباشر: ترتبط هذه البطاقة مباشرة بالحساب المصرفي لحاملها، وباستخدام الأموال التي أودعها في حسابه، يمكن لحامل البطاقة إجراء عمليات السحب ودفع الفواتير والمعاملات الأخرى.
ii) بطاقة الائتمان المتجدد: على عكس بطاقة الخصم، تسمح بطاقة الائتمان لحامل الحساب باقتراض الأموال من البنك، حتى حد معين، وسدادها لاحقًا.
ولا ترتبط البطاقة مباشرة بحساب حاملها، لكنها تتيح ائتمانًا متجددًا، مما يعني أن حد الائتمان يتجدد مع سداد المبلغ المقترض.
iii) بطاقة الشحن: تسمي أيضًا بطاقة الائتمان والخصم الآجل، لأنها تشبه بطاقة الائتمان، ولكن هناك اختلاف رئيسي بينهما، حيث يجب على حامل البطاقة سداد المبلغ المقترض بالكامل بحلول نهاية دورة الفوترة والتي يستلم فيها حامل البطاقة الكشوف من البنك.
ولا تقدم البطاقة ائتمانًا متجددًا، ولا يتم تحديد حد الائتمان مسبقًا، ولكن يدفع صاحب الحساب المبلغ المسحوب بالكامل كل شهر.
للمزيد من التفاصيل عن هذه البطاقات وخصائصها، يُرجى الاطلاع إلى المعيار الشرعي رقم 2 الصادر عن الهيئة الشرعية للمحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي).
اقرأ المزيد عن: هل الخدمات المصرفية الإسلامية حلال حقًا؟ كشف الخرافات والمفاهيم الخاطئة
ما هي الاختلافات بين بطاقة الائتمان التقليدية ونظيرتها الإسلامية؟
تتضمن بطاقة الائتمان التقليدية معاملات تتم على أساس الفائدة، حيث يدفع حامل البطاقة مبلغ يزيد عن المبلغ المقترض، وهو غير جائز وفقًا للشريعة الإسلامية.
أما بطاقة الائتمان الإسلامية، فهي تعتمد على عقد بيع يكون في الغالب قائم على مرابحة السلع، بحيث تكون الشروط والأحكام متوافقة مع المبادئ الإسلامية وتتجنب التعاملات بفائدة.
كيف يمكن للمسلمين تجنب الانخراط في الأنشطة المحرمة باستخدام بطاقات الائتمان؟
يمكن لحامل بطاقة الائتمان تجنب ممارسة الأنشطة المحرمة من خلال توجيه جهة إصدار البطاقة بخصم المدفوعات مباشرة من حسابه البنكي.
وتسمح بعض شركات البطاقات بخصم المدفوعات إما من حساب حامل البطاقة داخل نفس البنك أو من حساب في بنك آخر.
وبوضع هذا الشرط يمكن لحامل البطاقة تجنب دفع الفائدة. (الفقه العثماني-1 (1)، بدون تاريخ).
ماذا يقول العلماء عن استخدام بطاقات الائتمان؟
تختلف آراء العلماء المعاصرين بشأن استخدام بطاقات الائتمان، إذا كان الشخص على يقين من سداد المبلغ الأصلي دون تحمل فوائد.
ويرى بعض العلماء أن توقيع عقد متضمن فائدة هو محرم من منظور الشريعة الإسلامية، حتى لو كان الشخص ينوي سداد أصل المبلغ في الموعد المحدد.
بينما يعتقد آخرون أنه إذا كان حامل البطاقة متأكدًا من دفع الفاتورة في الوقت المحدد وأن الفوائد لن تُفرض فعليًا، فإن استخدام بطاقة الائتمان يكون جائزًا.
ويستشهدون بحديث السيدة عائشة (رضي الله عنها) في قصة بريرة (رضي الله عنها)، حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "اشترطوا لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق".(البخاري، كتاب البيوع، حديث رقم 2168)، وهذا يشير إلى أنه يمكن السماح بالشروط غير المطبقة عمليًا.
الخلاصة "يُسمح باستخدام بطاقات الائتمان في حالات الضرورة، بشرط الدفع في الوقت المحدد دون أن تُفرض فوائد". (الفقه العثماني-1(1)، بدون تاريخ).
اقرا المزيد عن: هل خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقًا" حلال و متوافقة مع الشريعة الإسلامية؟
هل تعتبر بطاقات الائتمان حرامًا في الإسلام؟
وفقا لبيان هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي)، لا يجوز للمؤسسات إصدار بطاقات ائتمان توفر تسهيلات ائتمانية متجددة بفوائد، وفيها يدفع حامل البطاقة فوائد مقابل تأجيل السداد. (أمة، 2019).
كيف ينطبق الربا (الفائدة) على بطاقات الائتمان؟
في معاملات بطاقات الائتمان، يحدث الربا عندما يدفع مُصدر البطاقة للتاجر نيابة عن حامل البطاقة، ثم يُمنح حامل البطاقة فترة سماح لسداد المبلغ مع إضافة الفائدة، وهذا يعتبر ربا ولا يجوز في الإسلام.
ما هي خصائص بطاقات الائتمان الإسلامية مقارنة بالبطاقات التقليدية؟
هناك خصائص تُميز بطاقات الائتمان الإسلامية بشكل كبير عن نظيرتها التقليدية، أبرزها أن إبرام عقد متوافق مع الشريعة الإسلامية بين حامل البطاقة والبنك.
ويتفق حامل البطاقة على مبلغ ثابت متاح للاستخدام، ويستند العقد إلى مرابحة السلع، ومن ثم يستطيع البنك شراء سلعة من خلال صندوق استثمار إسلامي ويبيعها لحامل البطاقة على أساس المرابحة الآجلة.
وعندما يحصل حامل البطاقة على السلعة، يبيعها لطرف ثالث من خلال وكيل، وتودع العوائد في حسابه.
على النقيض من ذلك، تتضمن بطاقة الائتمان التقليدية عقد إقراض حيث تقدم المؤسسة قرضًا لحامل البطاقة، ويسدد حامل البطاقة المبلغ الأصلي مع الفائدة.
ما هي البنوك التي تقدم خيارات بطاقات الإئتمان الحلال؟
في الإمارات العربية المتحدة
i) مصرف أبو ظبي الإسلامي
ii) مصرف الإمارات الإسلامي
iii) مصرف الشارقة الاسلامي
v) بنك دبي الإسلامي
المملكة العربية السعودية
i) مصرف الراجحي
ii) بنك الجزيرة
iii) مصرف الإنماء
v) البنك الأهلي السعودي
ما هو دور النية في استعمال بطاقة الائتمان؟
في حالات الضرورة تؤدي النية دورًا حاسمًا في استعمال بطاقة الائتمان، فإذا قصد حامل البطاقة سداد المبلغ المقترض قبل تاريخ الاستحقاق لتجنب الفائدة، فهذا جائز.
أما إذا لم يكن لدى الشخص نية سداد القرض في الموعد المحدد، فإنه يكون معرضًا لارتكاب إثم من خلال الانخراط في تعتمد على الفائدة (الربا)، وهذا محرم في الإسلام.
كيف تؤثر رسوم التأخير والغرامات على الاستخدام الحلال ببطاقة الائتمان؟
إذا فرضت مؤسسة رسوم تأخير وغرامات على بطاقة الائتمان، فهذا يشبه المعاملات الربوية، وهي محرمة من منظور الشريعة الإسلامية، وبالتالي ستجعل استخدام بطاقة الائتمان حرامًا.
هل هناك استثناءات لاستخدام بطاقات الائتمان في الحالات الطارئة؟
في حالة تعذر استخدام بطاقة الخصم أو الحصول عليها، ولم يكن هناك خيار لخصم مبلغ القرض مباشرة من حساب حامل البطاقة، ولكن هناك حاجة ماسة لاستخدام بطاقة الائتمان، يجوز اعتبار حامل البطاقة معذورًا هنا لدخول في هذا العقد، بشرط اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب دفع الفائدة. (الفقه العثماني- 1(1)، بدون تاريخ).
المراجع
(الفقه العثماني 1(1)، بدون تاريخ).
https://aaoifi.com/ss-2-debit-card-charge-card-and-credit-card/?lang=en https://www.adib.ae/en/siteassets/cards-terms-and-conditions/adib_covered-card_terms_and_conditions_v14.pdf
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر