الفروق  الرئيسية بين المضاربة والميسر في الإسلام

الفروق الرئيسية بين المضاربة والميسر في الإسلام

Blog Author
فريق تحرير فندينق سوق
الكتابة التقنية
جمادى الأولى 06, 1447
يضم فريق تحرير فندينق سوق محترفين ذوي خبرة في مجالي التمويل والاستثمار، حريصين على دعم و نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، خلق فرص عمل، ودفع عجلة الاقتصاد للأمام. يهدفون إلى مشاركة خبراتهم الواسعة ومعرفتهم الصناعية لتمكين رواد الأعمال والمستثمرين على حد سواء.
جمادى الأولى 06, 1447
جدول المحتويات

توجد أنواع متعددة من البيوع في الوقت الحالي لم تكن موجودة في العصور السابقة، فخلال العقود الأخيرة، أصبحت المعاملات المالية أكثر تعقيدًا، سواء من الناحية العملية أو من الناحية الشرعية.

فمن ناحية الشرعية، يوجد العديد من المعاملات التي تتضمن عناصر محرمة شرعًا، مثل الربا والغرر (عدم اليقين المفرط) والميسر (القمار) والمضاربة بالمفهوم غير المشروع.

اقرأ المزيد عن: الغرر: ما هو؟ وكيف يمكن تجنبه؟

وبسبب وجود هذه العوامل، أصبح من الصعب على المستثمرين التمييز بين المعاملات المباحة شرعًا وغير المباحة.

لذا، تبرز الحاجة إلى توضيح هذه المفاهيم بطريقة مبسطة وسهلة الفهم للمستثمرين الراغبين في الاستثمار وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.

ورغم أن استخدام المضاربة يتشابه مع الميسر كثيرًا في المؤسسات المالية التقليدية، مثل المراهنة على تغيرات الأسعار، وهو أمر محرم شرعًا، فإنهما يختلفان من حيث المعنى اللغوي والاصطلاحي.

فعلى سبيل المثال، إذا أراد شخص شراء سلعة بهدف تحقيق ربح من خلال التجارة (مع احتمال الخسارة، وامتلاك حقيقي للسلعة، وتحمّل للمخاطر، وتسليم فعلي)، فإن ذلك مباح شرعًا.

أما في الميسر، فالنتيجة الحتمية: فإما أن يخسر المستثمر المبلغ كاملًا أو يربحه كاملًا، وبذلك، يتضح أن الميسر والمضاربة على شكل الميسر محرمان شرعًا،

بينما المضاربة التي تقوم على التقدير والرأي التجاري المدروس بغرض البيع والشراء فهي جائزة شرعًا.

اقرأ المزيد عن: شرح الربا: لماذا هو محرم في الإسلام؟ وكيف يختلف عن التجارة؟

ما هو القمار (الميسر) في الإسلام؟

كلمة الميسر هي كلمة عربية وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة المائدة (الآية 90):

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

وتُشتق كلمة الميسر من "يُسر"، أي السهولة، ويُقصد بذلك أن المال أو السلع يمكن أن تُكتسب أو تُفقد بسهولة في القمار والمعاملات المشابهة له.

ومن الناحية الفنية، يُعرف القمار بأنه معاملة تكون فيها خسارة أحد الأطراف ربحًا للطرف الآخر، ويعتمد ذلك على حدث غير مؤكد النتيجة.

ما هي شروط تحقق الميسر؟

يُعد أي عقد من نوع الميسر إذا توفرت فيه العناصر التالية:

- وجود عقد تبادل (مقايضة) بين الطرفين.

- يُخاطر كل طرف بملكيته.

- عدم تحكم أي من الطرفين في نتيجة الحدث.

- ربح أحد الأطراف يكون مقابل خسارة الطرف الآخر.

إذا استند أي عقد إلى هذه الشروط، فإنه يُعتبر من الميسر، وهو محرم بشكل قاطع في الإسلام.

ما هي المضاربة في المعاملات المالية التقليدية؟

تشير المضاربة إلى شراء أو بيع أصل مالي بنية تحقيق ربح من تقلبات الأسعار، وغالبًا خلال فترة قصيرة.

وفي معظم الحالات، لا يمتلك المضارب السلعة فعليًا، بل يبرم العقد في الوقت المتفق عليه بناءً على فروق الأسعار، فإذا ارتفع السعر يربح المضارب، وإذا انخفض يخسر.

كيف تختلف المضاربة عن الميسر (القمار)؟

يُبنى القمار على الصدفة البحتة، دون معرفة بالمخاطر أو اتجاهات السوق، بينما يعتمد المضارب على تحليل اتجاهات السوق وقياس المخاطر قبل اتخاذ القرار.

ومع ذلك، نظرًا لأن المضاربة غالبًا ما تتضمن قدرًا كبيرًا من الغرر (الشك وعدم اليقين)، فإنها تُعد غير جائزة شرعًا في كثير من صورها.

هل جميع أنواع المضاربة محرمة في الإسلام؟

في اللغة العربية، تشير كلمة المضاربة أو التخمين، ومن منظور الشريعة الإسلامية، إذا كانت المضاربة تُستخدم كأداة لتقدير الأسعار أو تقييم السوق بهدف اتخاذ قرار رشيد ومدروس، فهي جائزة.

أما إذا كانت المضاربة تشبه القمار أو تتضمن غررًا مفرطًا، فإنها محرمة في الشريعة الإسلامية.

متى تصبح المضاربة محرمة شرعًا؟

يحرم الإسلام المضاربة عندما تتضمن أحد العناصر التالية: القمار (الميسر)، أو الغرر (عدم اليقين المفرط)، أو الربا، أو بيع المعدوم (أي بيع ما لا وجود له في الأصل).

فهذا النوع من المضاربة يُعد محرمًا من منظور الشريعة الإسلامية.

أمثلة على المضاربة الجائزة من المنظور الإسلامي

هناك العديد من العقود التي يُبرمها التجار والمستهلكون بطريقة متوافقة مع الشريعة الإسلامية، بحيث يلتزم الطرفان بجميع الشروط والأحكام الشرعية والقانونية.

وعند الدخول في العقد، يقوم الطرفان فقط بتقييم ما إذا كانت الصفقة قد تكون مربحة أم لا، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك:

- شراء سلعة على أمل أن يرتفع سعرها لاحقًا.

- الاستثمار في العقارات بافتراض أن قيمتها ستزداد في المستقبل.

وباختصار، إذا تم استيفاء جميع شروط العقد وأحكامه الشرعية، فإن المضاربة تكون جائزة من منظور الشريعة الإسلامية.

 

اقرأ المزيد عن: أساسيات نماذج تقاسم الأرباح والخسائر المتوافقة مع الشريعة الإسلامية

 

 

إخلاء المسؤولية

هذا المنشور لأغراض توعوية فقط ولا يُعد نصيحة استثمارية أو دعوة لاتخاذ أي إجراء مالي. لا يجوز الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية.

fsicon
فندينق سوق
انضم إلى منصتنا المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية واحصل على دخل منتظم يصل إلى 26%* سنويًا
ابدأ الاستثمار
المقالات ذات الصلة
blogImage

كيف يحمي احتياطي معادلة الأرباح واحتياطي مخاطر الاستثمار أموال المودعين في المؤسسات المالية الإسلامية؟

رجب 07, 1447
تعتمد الودائع في حسابات التوفير لدى المؤسسات المالية الإسلامية على عقد المضاربة، حيث يُعد المودع رب المال (صاحب المال)، بينما تتولى المؤسسة المالية الإسلامية دور المضارب. ووفقًا ل...
blogImage

هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟

جمادى الآخرة 19, 1447
رؤية أعمق للجدل الدائر حول التأمين على الحياة في الإسلام أصبح التأمين، بمختلف أنواعه وبدائله، جزءًا لا يتجزأ من الحياة المعاصرة للأفراد والشركات، حيث يسعى كل فرد إلى حماية نفسه وأ...
blogImage

لماذا يُحرّم الإسلام الفائدة ؟

جمادى الآخرة 19, 1447
أساس تحريم الفائدة في الإسلام ينظر الإسلام إلى المال على أنه وسيلة للتبادل وليس أصلًا في حد ذاته؛ ومن ثم فإن فرض فائدة على المال أو تحقيق ربح منه دون تجارة أو نشاط فعلي، هو أمر مح...
انضم إلى منصتنا المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية واحصل على دخل منتظم يصل إلى 26%* سنويًا
ابدأ الاستثمار

تستخدم هذه الصفحة ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك اثناء التصفح. بالنقر فوق "موافق" ، فإنك توافق على استخدام ملفات الارتباط الكوكيز للتحليل والتسويق. قد يؤثر حظر بعض ملفات تعريف الارتباط الكوكيز على تجربتك للتفاصيل، قم بمراجعة .