العربية
تُعتبر السعودية واحدة من أكثر الاقتصادات المثيرة للإعجاب في العالم، حيث فتح برنامجها الطموح لتنويع الاقتصاد (رؤية 2030) فرصًا هائلة للاستثمار في قطاعات متعددة، مما عزز النمو الاقتصادي من جهة، وأدى إلى تدفق المقيمين الجدد والمستثمرين والمغتربين المحترفين إلى البلاد من ناحية أخرى.
ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدًا من عمليات الخصخصة وتوسع الأعمال التجارية، وزيادة اهتمام المستثمرين بالاستثمار في المملكة.
إذا كنت مغتربًا يعيش في المملكة العربية السعودية، فهذا هو الوقت المناسب لاستثمار أموالك في العديد من الفرص المتاحة، فقد أصبحت ملكية الأجانب في المملكة أسهل بشكل عام وباتت الفرص أكثر تنوعًا.
وفيما يلي 6 طرق يمكنك من خلالها استثمار أموالك في الاقتصاد السعودي الديناميكي والنشط بشكل متزايد.
الجهود المبذولة من قبل المملكة لتقليل الاعتماد على النفط تعني نموًا هائلًا عبر مجموعة واسعة من القطاعات، وهذا يجعل (تداول) -سوق الأوراق المالية السعودية- مكانًا مثيرًا للاستثمار.
وتقدم سوق الأسهم السعودي مجموعة من الفرص اعتمادًا على رغبتك في المخاطرة؛ فإذا كنت تبحث عن استثمار أكثر تحفظًا، فهناك شركات ضخمة مثل عملاقة الطاقة (أرامكو السعودية) والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).
وعلى العكس من ذلك، يمكنك استهداف الشركات في القطاعات الناشئة التي تتوافق مع مبادرات رؤية 2030، مثل الشركات التي تركز على التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة المتجددة.
وإذا كنت ترغب في التعرض على نطاق واسع لسوق الأسهم السعودية (تداول)، يمكنك الاستثمار في صندوق يتتبع مؤشر تداول لجميع الأسهم (تاسي) -المؤشر العام للسوق-، أو صندوق استثمار متداول يتتبع عمومًا أسهم (تداول)، مثل صندوق " iShares MSCI Saudi Arabia ETF".
وتتيح (تداول) إمكانية شراء الأسهم مباشرة في البورصة إذا كنت مقيمًا في السعودية وتحمل بطاقة إقامة سارية، وهذه ميزة كبيرة بالنظر إلى أن الأشخاص غير المقيمين يجب أن يكونوا مستثمرين أجانب كبار لشراء الأسهم مباشرة (ما لا يقل عن 5 مليارات دولار من الأصول الخاضعة للإدارة).
ويمكن لأي فرد من المستثمرين الأجانب أن يمتلك حتى 10% من شركة سعودية، ويمكن للمستثمرين الأجانب مجتمعين امتلاك ما يصل إلى 49% من الشركة.
شهدت سوق الصكوك أو السندات الإسلامية في المملكة العربية السعودية نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة، وتعمل الصكوك مثل السندات التقليدية، إلا أنها لا تدفع فائدة، كونها أمر محرم في الإسلام، وبدلًا من ذلك، فإنها تمثل ملكية أحد الأصول.
إذا كنت ترغب في استثمار أموالك في مبادرات تعزز الاستدامة، فقد بدأت الكيانات السعودية مثل صندوق الاستثمارات العامة ومصرف الراجحي، أكبر بنك إسلامي في العالم، في إصدار صكوك خضراء، ما يعني أن العائدات تُخصص لمشروعات صديقة للبيئة.
اقرأ المزيد: الصكوك مقابل السندات: استكشاف بدائل الدخل الثابت الحلال
إذا كنت تبحث عن استثمار منخفض المخاطر نسبيًا مع عوائد ثابتة، فقد يكون شراء الصكوك من كيان سيادي أو شركة راسخة خيارًا جيدًا لأنه من غير المرجح أن تتخلف عن السداد.
إذا كنت تبحث عن مكان تقليدي آمن لحفظ مدخراتك وأن تظل حلالًا، فإن البنوك الإسلامية في المملكة تقدم حسابات توفير متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وتتبع هذه البنوك نظام مشاركة أو تقاسم الأرباح (المضاربة) بدلاً من دفع الفوائد حتى تظل متوافقة مع الشريعة الإسلامية، كما يُجرى استثمار الودائع في مشروعات "حلال" وتُقسم الأرباح مع العملاء وفق نسب محددة مسبقًا.
وعلى سبيل المثال، يمكنك الاطلاع على حساب الادخار المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية الخاص بمصرف الراجحي (هنا).
مثلما يحدث في معظم القطاعات في السعودية، فقد شهدت منصات التمويل الجماعي نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وبالنسبة للمستثمرين، توفر هذه المنصات عوائد ممتازة حتى على الاستثمارات الصغيرة نسبيًا.
ومع دخولها السوق السعودي رسميًا في وقت سابق من هذا العام، تتيح منصة "فندينق سوق" الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة وتحقيق عوائد متوافقة مع الشريعة، كما أن هناك منصات أخرى تتيح استثمار مبالغ صغيرة من المال في ديون الشركات، أو حقوق الملكية، أو المشروعات العقارية.
اقرأ المزيد حول: ما هي الأنواع المختلفة لمنصات التمويل الجماعي في المملكة العربية السعودية؟
لا عجب أن تشهد سوق العقارات في المملكة العربية السعودية ازدهارًا كبيرًا، مع تمتع المدن الكبرى في البلاد، مثل الرياض وجدة، بنمو سكاني وزيادة في التحضر، وسط توقعات أن تسهم المشروعات الكبرى مثل حديقة الملك سلمان ومدينة القدية للترفيه في استمرار النمو.
كما أن الإصلاحات الشاملة في المملكة تدعم سوق العقارات؛ فمع السماح بالملكية الأجنبية بنسبة 100% في بعض القطاعات، من المرجح أن يواصل الطلب على المساكن والمكاتب الارتفاع.
وتوقعت شركة بي آند إس ماركت ريسيرش (P&S Market Research) أن تشهد سوق القطاع السكني في المملكة معدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.6% بين عامي 2024 و2030، كما تتوقع شركة موردور إنتليغنس (Mordor Intelligence) نموًا مماثلًا في قطاع العقارات التجارية في المملكة.
بالنسبة للمقيمين الأجانب (المغتربين) يمكن شراء العقارات في معظم المدن بخلاف المدن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع ضرورة الحصول على رخصة الاستثمار الأجنبي والتحقق من وجود أي قيود في المنطقة التي تنوي الاستثمار فيها، ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات (هنا).
إذا كنت ترغب في الاستثمار في سوق العقارات السعودي دون شراء عقارات فعلية، يمكنك الاستثمار في صناديق الاستثمار العقاري (REITs)، والتي تم طرحها في سوق الأسهم السعودي في عام 2016.
اقرأ المزيد: الفرق بين صناديق الاستثمار العقاري التقليدية وصناديق الاستثمار العقاري الإسلامية.
إذا كنت مغتربًا وتتطلع إلى الاستثمار حقًا وتأسيس شركة، فقد أصبح الأمر أسهل كثيرًا، وإلى جانب السماح بملكية الأجانب بنسبة 100% في معظم القطاعات كجزء من إصلاحات شاملة، فقد أطلقت المملكة عددًا متزايدًا من برامج الائتمان لمساعدة الشركات الصغيرة في الحصول على التمويل الذي تحتاجه.
وتقدم مبادرات مثل بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة في البلاد القروض الصغيرة وضمانات القروض، وتربط بوابة التمويل الخاصة به بين الممولين الحكوميين ونظرائهم من القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة.
فضلًا عن ذلك، يقدم برنامج كفالة ضمانات تصل إلى 12.1 مليار ريال سعودي للشركات الصغيرة والمتوسطة في عام 2023، وبعبارة أخرى، هناك دعم متزايد إذا كنت في السعودية وترغب في بدء عمل تجاري.
اقرأ المزيد: برامج تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر
