ما هي البدائل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لربا السلع في التمويل التقليدي؟

Blog Author
فريق تحرير فندينق سوق
الكتابة التقنية
ذو الحجة 21, 1446
يضم فريق تحرير فندينق سوق محترفين ذوي خبرة في مجالي التمويل والاستثمار، حريصين على دعم و نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، خلق فرص عمل، ودفع عجلة الاقتصاد للأمام. يهدفون إلى مشاركة خبراتهم الواسعة ومعرفتهم الصناعية لتمكين رواد الأعمال والمستثمرين على حد سواء.
ذو الحجة 21, 1446
جدول المحتويات

كما ناقشنا في مقال سابق، فإن ربا السلع ه الربح غير العادل أو المفرط الذي قد ينشأ عن تجارة أو تبادل سلعة بأخرى مثلها أو سلعة من نفس النوع لكن بكميات غير متساوية أو بموعد تسليم مؤجل.

وهذا يفرض قيودًا شديدة على أنواع المعاملات التي يمكن إجراؤها على السلع الربوية الستة التي تنطبق عليها هذه القيود.

ويظهر ربا السلع في عدد من المعاملات المالية التقليدية، ينبغي معرفتها من أجل تجنبها، ولحسن الحظ، هناك بدائل متوافقة مع الشريعة الإسلامية يمكن أن تؤدي نفس الأغراض دون الوقوع في المحظور الشرعي.

وبما أن المعاملات غير المتوافقة مع الشريعة في هذا المجال كثيرة، سنناقش في هذا المقال أكثرها شيوعًا..

اقرأ المزيد عن: ما هو ربا السلع.. وما هي السلع البوية؟

۱- العقود المستقبلية

العقود المستقبلية من أكثر الأدوات المالية تداولًا في الأسواق التقليدية، لكنها تُعتبر في صورتها الأساسية من أشكال ربا السلع.

فالعقود المستقبلية هي اتفاقيات يتم فيها تثبيت سعر سلعة معينة في الوقت الحاضر وتسليمها في تاريخ مستقبلي، ما يجعلها تقع تحت نطاق ربا النسيئة، خاصة إذا كانت السلعة المتفق عليها من السلع الربوية الستة.

إضافة إلى ذلك، فإن العقود المستقبلية تُتداول في السوق المفتوحة، وغالبًا لا يمتلك أحد الطرفين -البائع أو المشتري- السلعة الأساسية وقت العقد، وهو ما يجعلها مخالفة لمبادئ الشريعة الإسلامية التي تشترط تملك السلعة قبل بيعها.

كما أن هذه العقود تُستخدم في الغالب لتمويل وتعظيم أرباح من فروقات الأسعار، دون ارتباط حقيقي بالقيمة الفعلية للسلعة، مما يجعلها أكثر عرضة لمخاطر الغرر والمضاربة، وهو أمر محرم شرعًا.

بدائل العقود المستقبلية

عقود السلم: يُعد عقد السلم أحد البدائل الإسلامية للعقود المستقبلية، ويقوم على اتفاق بين طرفين يدفع فيه المشتري الثمن كاملًا مقدمًا، مقابل استلام سلعة موصوفة في الذمة تُسلَّم في وقت محدد لاحقًا، ما يعني أن العقد يحدد شروط ومواصفات معينة، وهذا يُجنب الغرر والمخاطرة.

اقرأ المزيد عن : عقود السلم مقابل العقود المستقبلية

۲- البيع على المكشوف للسلع

البيع على المكشوف هو اقتراض سلعة أو أصل مالي وبيعها بسعر السوق الحالي، ثم شرائها لاحقًا عندما ينخفض السعر، ويُعيدها إلى المالك الأصلي على أن يحقق ربحًا من فرق السعر.

لكن هذه الطريقة تتعارض مع الشريعة الإسلامية، لأنه في التمويل التقليدي، يتم اقتراض تلك السلعة بفائدة، وهذا من الربا، فضلًا عن ذلك قد يقوم التاجر بتبادل السلعة بكمية غير متساوية، وهذه حالة واضحة من ربا الفضل.

بالإضافة إلى ذلك، يشمل البيع على المكشوف بيع ما لا يملكه البائع، وهو محظور شرعًا، كما أنه يعتمد على المضاربة والمخاطرة المفرطة (الغرر)، وهو ما تُحرمه الشريعة الإسلامية بشكل صريح.

بدائل البيع على المكشوف

العربون: يُعد التعاقد بالعربون -المعروف أيضًا بعقد الدفعة المقدمة أو مُقدم الجدية- من البدائل الإسلامية التي يمكن أن تُستخدم كبديل للبيع على المكشوف، حيث يمكن للبائع على المكشوف امتلاك السلعة فعليًا، ما يُغني عن الاقتراض أو الفوائد ومن ثم الوقوع في الربا.

وهناك شرطًا أساسيًا آخر يجب مراعاته، وهو أن يتم تبادل السلع أو الأصول بكميات متساوية، ومع ذلك، فإن هذا النوع من المعاملات لا يحقق نفس الغاية التي يسعى إليها البيع على المكشوف -أي الربح من انخفاض الأسعار- ما يُفقد العملية جدواها الأساسية.

 ۳- معاملات إعادة شراء السلع (الريبو)

تُعرف معاملات الإقراض المضمونة بالسلع (أو معاملات إعادة الشراء) بأنها عمليات يبيع فيها المتداول سلعة إلى البنك مع اتفاق على إعادة شرائها في تاريخ لاحق وبسعر أعلى.

وهذه المعاملة مخالفة صريحة لمبادئ الشريعة الإسلامية، وخصوصًا فيما يتعلق بالربا، وذلك لأسباب عدة:

أولًا، الفرق في السعر بين البيع والشراء يمثل في حقيقته فائدة ربوية على قرض ممنوح من البنك.

ثانيًا، الاتفاق المسبق على إعادة شراء السلعة بسعر أعلى يُعد مثالًا واضحًا على ربا النسيئة.

ثالثًا، السلعة في هذا النوع من المعاملات لا تكون محلًا للتبادل الفعلي، بل تستخدم كضمان فقط.

بدائل شرعية لمعاملات الريبو

التورق (أو مرابحة السلع)

في هذه المعاملة، يقوم المُمول (البنك أو المؤسسة المالية) بشراء سلعة معينة، ثم يبيعها أو يؤجرها للعميل (المقترض) بهامش ربح معلوم، وبعد ذلك، يبيع العميل السلعة في السوق لطرف ثالث بهدف الحصول على السيولة النقدية.

اقرأ المزيد عن: التورق في التمويل الإسلامي: أنواعه وأحكامه الشرعية

إخلاء المسؤولية

هذا المنشور لأغراض توعوية فقط ولا يُعد نصيحة استثمارية أو دعوة لاتخاذ أي إجراء مالي. لا يجوز الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية.

fsicon
فندينق سوق
انضم إلى منصتنا المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية واحصل على دخل منتظم يصل إلى 26%* سنويًا
ابدأ الاستثمار
المقالات ذات الصلة
blogImage

هل التقسيط حلال؟ المنظور الشرعي لسيناريوهات مختلفة من البيع بالتقسيط

ذو الحجة 15, 1446
البيع بالتقسيط هو من أهم أنواع البيوع المنتشرة بين أفراد المجتمعات المعاصرة، ويعود ذلك إلى المنافسة الشديدة بين المنتجين من جهة وضعف القدرة الشرائية للمستهلكين من ناحية أخرى. ببسا
blogImage

ما هو ربا السلع؟ ما هي السلع الربوية؟

ذو الحجة 01, 1446
من المعلوم أن الربا أمر محرم في التمويل الإسلامي، إذ يعتبره الإسلام انتهاكًا لمبادئ العدالة والتجارة الأخلاقية. ولا يخفى على أحد مفهوم الربا في سياق الإقراض والاقتراض وتحصيل ال
blogImage

هل الاستثمار في الأسهم حلال أم حرام؟

ذو القعدة 20, 1446
شهد التمويل الإسلامي نموًا سريعًا خلال العقود القليلة الماضية، مع طرح العديد من الأدوات المالية والخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وكان للصكوك والأسهم دور محور
انضم إلى منصتنا المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية واحصل على دخل منتظم يصل إلى 26%* سنويًا
ابدأ الاستثمار

تستخدم هذه الصفحة ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك اثناء التصفح. بالنقر فوق "موافق" ، فإنك توافق على استخدام ملفات الارتباط الكوكيز للتحليل والتسويق. قد يؤثر حظر بعض ملفات تعريف الارتباط الكوكيز على تجربتك للتفاصيل، قم بمراجعة .