الرهن في الإسلام كأداة تمويل بديلة للقروض التقليدية

Blog Author
فريق تحرير فندينق سوق
الكتابة التقنية
جمادى الأولى 21, 1447
يضم فريق تحرير فندينق سوق محترفين ذوي خبرة في مجالي التمويل والاستثمار، حريصين على دعم و نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، خلق فرص عمل، ودفع عجلة الاقتصاد للأمام. يهدفون إلى مشاركة خبراتهم الواسعة ومعرفتهم الصناعية لتمكين رواد الأعمال والمستثمرين على حد سواء.
جمادى الأولى 21, 1447
جدول المحتويات

مع التوسع السريع في مؤسسات التمويل الإسلامي، تزايدت أهمية "الرهن" كإحدى الأدوات التمويلية التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

ويتيح الرهن للأفراد الحصول على تمويل عند الحاجة من خلال تقديم ممتلكاتهم كضمان للدائن، ما يجنبهم الربا، وقد أجاز الإسلام نظام الرهن كوسيلة مشروعة لمساعدة من يواجهون ضائقة مالية ويحتاجون إلى تمويل سريع.

ومن منظور الشريعة الإسلامية، يُعد الرهن ضمانًا للدائن عند تقديم قرض أو تمويل للمدين، كما أنه يُفيد الأشخاص الذين يمتلكون أصولًا ولكن يفتقرون إلى النقد (السيولة)، إذ يمكنهم رهن أصولهم بدلًا من بيعها للحصول على المبالغ المطلوبة بشكل مؤقت.

اقرأ المزيد عن: الحوالة في المؤسسات المالية الإسلامية

ما هو تمويل الرهن وكيف يعمل؟

يُعرف الرهن بأنه ربط أصل مالي بدينٍ بحيث يُستخدم هذا الأصل أو قيمته لسداد الدين في حالة تعثر المدين عن السداد.

ويقوم هذا النظام على مبدأ الضمان؛ فهو يطمئن الدائن بأن حقوقه محفوظة، إذ يمكنه استرداد المبلغ المستحق من الأصل المرهون أو من قيمته في حالة عدم السداد.

فعندما يتقدم المدين بطلب تمويل أو قرض، قد يتردد الدائن في منح المبلغ خوفًا من عدم السداد، وهنا يأتي دور الرهن كضمان شرعي يمنح الثقة للطرفين، ويقنع المُقرض بتقديم المبلغ الذي يحتاجه المقترض.

أدلة من القرآن الكريم والحديث الشريف عن جواز الرهن في الإسلام

أولًا: القرآن الكريم

"وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرٖ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبٗا فَرِهَٰنٞ مَّقۡبُوضَةٞۖ...". البقرة: الآية 283.

ثانيًا: الحديث الشريف

حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن آنس رضي الله عنه، قال:" ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه بشعير، ومشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة، ولقد سمعته، يقول: ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع، ولا أمسى، وإنهم لتسعة أبيات".

مبادئ الرهن في التمويل الإسلامي

هناك عدد من الشروط التي يجب مراعاتها عند تنفيذ عقد الرهن، ومن أهمها ما يلي:

١- الضمان (الأصل المرهون)

يجب أن يكون المرهون (الأصل الذي المراد رهنه) أصلًا مباحًا من منظور الشريعة الإسلامية، ويمكن بيعه والتصرف فيه، كما يجب أن يكون موجودًا وقت العقد، ومحددًا وقابلًا للتحويل أثناء التعاقد.

ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي لا يجوز رهنها شرعًا، وهي:

- رهن الأشياء غير الموجودة أو المشكوك في وجودها.

- رهن "جثة الحيوان" لأنها ليس لها قيمة.

- رهن الحيوانات التي تصطاد في الأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة.

- رهن الإنسان الحر لأنه ليس ملكًا لأحد.

- رهن الخمر أو الخنزير، سواء كان أحد طرفي العقد مسلمًا أو كلاهما، لأن هذه الأشياء لا قيمة لها في الإسلام.

ويمكن أن يكون الأصل المرهون منقولًا أو عقارًا (غير منقول)، فكلا النوعين جائز رهنهما لدى الدائن.

٢- تحريم الغرر والربا

يجب أن يكون العقد الذي يُقدم فيه الرهن متوافقًا مع أحكام الشريعة الإسلامية وخاليًا من الغرر والربا.

فإذا كان أصل العقد غير متوافق مع الشريعة، فإن تقديم أو قبول الرهن في مثل هذا العقد لا يكون جائزًا شرعًا.

اقرأ المزيد عن: الغرر: ما هو؟ وكيف يمكن تجنبه؟

٣- الربح والخسارة

يبقى الأصل المرهون ملكًا للراهن (المدين) طوال مدة العقد، وبالتالي، فإن أي ربح أو خسارة ناتجة عنه تعود للمدين.

اقرأ المزيد عن: أساسيات نماذج تقاسم الأرباح والخسائر المتوافقة مع الشريعة الإسلامية

٤- فك الرهن واسترداده

عند سداد المدين للمبلغ المستحق، يكون له الحق الكامل في استرداد الأصل المرهون من الدائن، ويجب على الدائن إعادة الأصل (العين المرهونة) فورًا بعد السداد.

كيف يختلف الرهن عن القروض التقليدية؟

يكمن الفرق الأساسي بين الرهن الإسلامي والقروض التقليدية في التعامل مع الفائدة؛ ففي التمويل التقليدي، تُمنح القروض للمقترضين مقابل فائدة، وهي محرمة تمامًا في الشريعة الإسلامية، لذلك، لا يمكن تطبيق عقد الرهن ضمن هيكل القروض التقليدية المعتمدة على الفائدة.

ومع ذلك، يظل الرهن في كل المؤسسات المالية الإسلامية والتقليدية وسيلة لتأمين التمويل من خلال تقديم ضمان.

اقرأ المزيد عن: منظور الشريعة الإسلامية حول تقاسم الأرباح مقابل الفائدة المضمونة

التطبيقات المعاصرة لعقد الرهن في التمويل الإسلامي

هناك أنواع مختلفة من التطبيقات المستخدمة بشكل رئيسي في التمويل الإسلامي، ومن أكثرها شيوعًا ما يلي:

- الرهن العقاري الإسلامي: حيث يُستخدم العقار كضمان لتمويل شراء المنازل.

- تمويل الشركات: ترهن الشركات أصولها للحصول على تمويل لتوسيع عملياتها.

- تمويل العقارات: تُرهن الأراضي أو الممتلكات للحصول على تمويل متوافق مع أحكام الشريعة.

- التمويل الشخصي: يستخدم الأفراد ممتلكاتهم الثمينة كضمان للحصول على قرض.

 

 

 

إخلاء المسؤولية

هذا المنشور لأغراض توعوية فقط ولا يُعد نصيحة استثمارية أو دعوة لاتخاذ أي إجراء مالي. لا يجوز الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية.

fsicon
فندينق سوق
انضم إلى منصتنا المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية واحصل على دخل منتظم يصل إلى 26%* سنويًا
ابدأ الاستثمار
المقالات ذات الصلة
blogImage

منظور الشريعة الإسلامية حول تقاسم الأرباح مقابل الفائدة المضمونة

جمادى الأولى 21, 1447
يسعى الكثير من الموظفين في الوقت الحالي إلى ادخار أموالهم لتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات المستقبلية، حيث يختار بعضهم الاستثمار في أدوات مالية ذات عائد ثابت، حيث يحصلون على فائدة...
blogImage

هل العمولة حلال و جائزة في الإسلام؟

جمادى الأولى 17, 1447
تُعد العمولة من العناصر الأساسية في عمل المؤسسات المالية الإسلامية، حيث تقدم هذه المؤسسات العديد من الخدمات ضمن عقد العمولة (الوكالة)ح ففي كثير من الحالات، لا يتمكن العميل من إنجاز...
blogImage

هل بطاقات الائتمان الإسلامية حلال أم مجرد بدائل خالية من الفوائد؟

جمادى الأولى 15, 1447
تؤدي بطاقات الائتمان الإسلامية دورًا بارزًا في عمل المؤسسات المصرفية الإسلامية، إذ توفر لحامليها مجموعة من الخدمات بطريقة تتوافق مع أحكام ومبادئ الشريعة، فهي تتجنب الربا وجميع المع...
انضم إلى منصتنا المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية واحصل على دخل منتظم يصل إلى 26%* سنويًا
ابدأ الاستثمار

تستخدم هذه الصفحة ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك اثناء التصفح. بالنقر فوق "موافق" ، فإنك توافق على استخدام ملفات الارتباط الكوكيز للتحليل والتسويق. قد يؤثر حظر بعض ملفات تعريف الارتباط الكوكيز على تجربتك للتفاصيل، قم بمراجعة .