متى يجب التحوط ومتى يجب المضاربة؟
يعد تقييم كيفية إدارة المخاطر من أبرز القرارات التي يتخذها المستثمر عند التفكير في الاستثمار، ومن بين الاستراتيجيات التي يمكن أن يعتمد عليها المستثمر، التحوط والمضاربة.
ومن شان فهم الفرق بين الاستراتيجيتين ومعرفة متى يجب التحوط ومتى يجب المضاربة أن يكون له تأثير كبير على محفظة المستثمر.
فالتحوط المفرط، فقد يفوّت الفرص الاستثمارية المربحة، بينما قد يؤدي الإفراط في المضاربة إلى تعرض المستثمر لخسائر كبيرة.
ما هو التحوط؟
التحوط هو استراتيجية استثمار مالية تُمكن المستثمر من تعويض الخسائر المحتملة في استثماراته من خلال اتخاذ مركز استثماري آخر في أصل مختلف أو مركز معاكس في الأصل نفسه.
ويعمل المركز الثانوي كنوع من التأمين ضد الانخفاضات المحتملة في سعر الأصل الأول، والهدف النهائي من التحوط هو تقليل المخاطر من خلال الحماية ضد تقلبات السوق والحفاظ على رأس المال بدلاً من السعي لتحقيق عوائد أعلى.
اقرأ المزيد عن: استراتيجيات التحوط التقليدية مقابل استراتيجيات التحوط الحلال
استراتيجيات التحوط الشائعة
۱- التنويع
التنويع من أكثر إستراتيجيات التحوط شيوعًا، هو ببساطة يشير إلى الاستثمار في فئات مختلفة من الأصول، فالمحفظة المتنوعة بشكل جيد تتضمن عادةً مجموعة من الأصول مثل الأسهم والسندات والعملات والعقارات.
وإذا انخفضت قيمة أحد الأصول، فإن النمو المحتمل في فئة أخرى من الأصول يمكن أن يعوض هذا الانخفاض.
۲- المشتقات المالية
على الرغم من شهرتها كأصول مضاربة في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة المالية العالمية، إلا أن المشتقات المالية في نشأت في البداية كأداة للتحوط ضد تقلبات أسعار الأصول، مثل السلع.
على سبيل المثال، تحمي العقود المستقبلية المزارعين أو بائعي السلع من خلال تثبيت سعر محدد في الوقت الحالي، مع موعد تسليم مستقبلي.
ويمكن أيضًا استخدام المشتقات في أصول مثل العملات والأسهم من خلال العقود الآجلة وعقود الخيارات.
على سبيل المثال، يمكن للمستثمر في دولة معينة استخدام العقود الآجلة لتحديد سعر صرف ثابت مسبقًا لحمايته من تقلبات العملة.
اقرأ المزيد حول: هل المشتقات المالية حلال؟
۳-التحوط المترابط
تتضمن هذه الاستراتيجية المراهنة على انخفاض قيمة نفس الأصل (أو فئة الأصول) الذي يستثمر فيه المستثمر، وذلك عبر المشتقات أو اتخاذ مراكز قصيرة أو طويلة (مراكز بيع أو شراء).
باستخدام المشتقات، يمكن للمستثمر الذي يحتفظ بمركز كبير في أسهم شركة معينة شراء خيارات البيع، التي تدفع في حال هبط سعر السهم.
كما يمكن للمستثمر فتح مركز قصير أو بيع على المكشوف (المراهنة على انخفاض السعر) في نفس السهم الذي يستثمر فيه.
ما هي المضاربة؟
هي استراتيجية استثمار تهدف إلى تحقيق أقصى ربح من خلال المراهنة بشكل كبير على أصل معين، مع تحمل مخاطر مرتفعة للغاية.
والمضاربة، في العديد من الجوانب، عكس التحوط تمامًا، حيث تعتمد على المخاطرة الكبيرة للحصول على أقصى عوائد من خلال اتخاذ مراكز كبيرة في الأصول.
ما هي خصائص المضاربة؟
تتخذ المضاربة أشكالًا متعددة يصعب حصرها، ولكن هناك بعض الخصائص التي تشكل خطًا فاصلًا (حتى وإن كان رفعيًا جدًا) بين المضاربة والمقامرة:
- فهم عميق للسوق: يجب أن تقتصر المضاربة على الأشخاص الذين يمتلكون معرفة كافية بالسوق ليكونوا واثقين من اتخاذ مركز كبير في أصل معين، هذا يتطلب خبرة وتحليل فني، وفهم اتجاهات السوق الكلية والجزئية
-الرافعة المالية: من أجل زيادة العوائد على المراكز التي يتخذها المتداول، غالبًا ما يستخدم المضاربون الرافعة المالية عن طريق الاقتراض، لكن الجانب السلبي لهذا هو أنه في حال حدوث خسارة، فإن الخسائر تتضاعف أيضًا.
-المشتقات المالية: يمكن للمضاربين استخدام المشتقات لمضاعفة رهاناتهم، على سبيل المثال، إذا كان المتداول يتوقع ارتفاع سعر سلعة معينة، يمكنه شراء السلعة نفسها بالإضافة إلى عقود مستقبلية قابلة للتداول لزيادة العوائد المحتملة على تلك السلعة.
متى يتحوط المستثمر ومتى يضارب؟
الإجابة على هذا السؤال يعتمد على المستثمر نفسه؛ مثل هدفه، ومستوى تحمله للمخاطر، والأفق الزمني المفضل للعوائد على استثماره.
يكون التحوّط أكثر فاعلية في الحالات التالية
- يكون لدى المستثمر رغبة منخفضة في المخاطرة.
- الرغبة في الحماية من تقلبات السوق.
- رغبة المستثمر في الحفاظ على ثروته وادخارها أكثر من تعظيم نموها.
- لا يُمانع المستثمر أفقًا زمنيًا طويل الأجل ومستقر.
- يُفضل المستثمر أن تُدير مؤسسة أصوله على المدى الطويل.
تُحقق المضاربة أفضل النتائج في الحالات التالية:
- لدى المستثمر رغبة عالية في المخاطرة.
- يكون هدفه الأساسي هو تعظيم الأرباح.
- لدى المستثمر أفق زمني قصير لتحقيق العوائد.
- يعرف المستثمر السوق جيدًا ولديه القدرة على إجراء توقعات دقيقة بناءً على التحليل الفني.
- يستطيع المستثمر إدارة محفظته بفاعلية للتكيف بشكل أفضل مع تحركات السوق قصيرة الأجل (سواء كانت على مدار الساعة أو يومية أو أسبوعية).
يمتلك المستثمر رأس مال كافٍ لتحمل الخسائر المحتملة.
اقرأ المزيدعن: عائد الاستثمارالمرجح بالوقت مقابل العائد المرجح بالمال
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض توعوية فقط ولا يُعد نصيحة استثمارية أو دعوة لاتخاذ أي إجراء مالي. لا يجوز الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية.