العربية
يُنظر إلى توزيعات الأرباح في الأساس على أنها مكافآت ولاء للمساهمين، إذ تدفع الشركات التي توزع هذه الأرباح جزءًا صغيرًا من الأرباح للمستثمرين ويتم ذلك بشكل شهري أو ربع سنوي أو سنوي.
وتأتي توزيعات الأرباح على شكل نقد أو أسهم إضافية، في كلتا الحالتين، كلما زاد عدد الأسهم التي تمتلكها في الشركة، زادت حصتك من الأرباح.
وبصفة عامة، غالبية الشركات المتداولة في البورصة لا تدفع توزيعات الأرباح، لأن هناك شروط لذلك: الأول وقبل كل شيء يجب أن تكون الشركة مُربحة، وثانيًا أن الشركات الصغيرة والجديدة -وهى كثيرة للغاية- تميل إلى الاستفادة من أرباحها للبحث والتطوير والتوسع.
ونتيجة لذلك، تُعد توزيعات الأرباح علامة للشركات الكبيرة الراسخة وقوة تدفقاتها النقدية، وعبر إصدار هذه الشركات توزيعات أرباح للمساهمين فإنها تجعل أسهمها أكثر جاذبية وتحفز المستثمرين على الاحتفاظ بها وعدم بيعها، بل تخلق طلبًا إضافيًا عليها.
هناك فوائد كثيرة لشراء الأسهم التي دخل على المستثمرين من خلال توزيعات الأرباح، إذ تضمن استمرار تدفق دخل سلبي مستقر، وبالنسبة للمستثمرين الأكثر ذكاءً، يمكن أن تكون توزيعات أرباح الأسهم بمثابة وسيلة للتحوط في أوقات هبوط السوق.
وتظهر الأبحاث أن توزيعات الأرباح تميل إلى الارتفاع عندما يكون معدل التضخم مرتفعًا، وخلال فترات الأسواق الهابطة عندما تنخفض الأسهم، تساعد توزيعات الأرباح على تعويض الخسائر.
وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما انخفضت أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) وسط الأزمة المالية العالمية، ساعدت توزيعات أرباح الأسهم على تقليص خسائر المستثمرين.
وفي الواقع، أسهمت توزيعات أرباح الأسهم بنسبة هائلة بلغت 40% من إجمالي عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ عام 1930.
هل توزيعات أرباح الأسهم حلال؟
من منظور الامتثال للشريعة الإسلامية، لا يوجد أي شيء إشكالي فيما يتعلق بتوزيعات الأرباح، لأنها في النهاية جزءًا من الربح، وليست مدفوعات فائدة.
ما يهم هو الشركة الأساسية وأنشطتها، وكما هو الحال مع جميع الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية، لا يمكن للشركة الانخراط في المجالات المحظورة مثل الكحول ولحم الخنزير والمقامرة والأسلحة والمنتجات المالية التي تدر فائدة.
ويمكنك فحص أنشطة الشركة أو استخدام أداة فحص الأسهم عبر الإنترنت عبر منصات التمويل الإسلامي مثل "Musaffa" و"Islamicly" و"Zoya"، لتحديد ما إذا كانت حلالًا أم لا.
وتتبع بعض المؤشرات الأسهم الحلال على وجه الخصوص، مثل مؤشر S&P High Yield Dividend Aristocrats Shariah Index، إذا كنت تبحث عن أفكار استثمارية تتضمن توزيعات أرباح، فقد يكون هذا مكانًا جيدًا للبدء.
لمعرفة المزيد عن الاستثمار المتوافق مع الشريعة الإسلامية، راجع دليلنا حول الاستثمار الحلال في الاستثمار الحلال في صناديق الاستثمار المتداولة..
الشركات التي تدفع توزيعات أرباح الأسهم عادة ما تتطلع أيضًا إلى زيادتها، وكلما نجحت الشركة في زيادة توزيعات الأرباح كلما اكتسب سمعة إيجابية في السوق.
ويُطلق مصطلح توزيعات الأرباح الأرستقراطية "Dividend Aristocrats" على الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ورفعت توزيعات أرباحها لمدة 25 عامًا على التوالي.
بينما يعرف يُطلق مصطلح ملوك توزيعات الأرباح "Dividend Kings" على نخبة من الشركات التي قامت بزيادة توزيعات الأرباح لمدة 50 عامًا متتالية على الأقل.
وتمكنت شركات مثل جنرال ميلز وإكسون موبيل الأمريكتين من دفع توزيعات الأرباح دون توقف لأكثر من 100 عام.
على العكس من ذلك، إذا كانت الشركة تخفض توزيعات أرباحها باستمرار، فقد يكون ذلك علامة على وجود أزمة لدى الشركة تلوح في الأفق، ومع ذلك، خلال فترات معينة، مثل فترة تفشي فيروس كورونا، من الطبيعي أن تقوم الشركات بتخفيض توزيعات أرباحها للاحتفاظ بالنقد (الكاش).
اقرأ المزيد عن: تقييم العائد على الاستثمار، والعائد النقدي على النقد، ومعدل العائد الداخلي
يعد عائد توزيعات الأرباح مقياسيًا رئيسيًا لتقييم المبلغ الذي ستربحه من خلال الاحتفاظ بالسهم، ويعني ببساطة قيمة توزيعات الأرباح السنوية مقسومة على سعر السهم الحالي، وللمزيد من التوضيح انظر للمثال التالي:
· لنفترض أنك تمتلك 200 سهم في شركة حلال (HLAL)
· سعر السهم الحالي لهذه الشركة 10 دولارات
· وتدفع شركة حلال توزيعات أرباح سنوية بقيمة 0.50 دولارًا للسهم الواحد
· عائد توزيعات الأرباح هو: 0.50 دولارًا / 10 دولارات= 0.05 دولارًا
· أرباحك ستكون: 200×0.50 دولارًا= 100 دولار
ويتيح لك عائد الأرباح مراقبة نمو استثمارك بسرعة ويتيح لك مقارنة الأسهم، لكن ضع في اعتبارك أن عائد توزيعات الأرباح يتحرك عكسيًا مع سعر السهم.
وبعبارة أخرى، إذا ارتفع سعر السهم، فإن عائد توزيعات الأرباح ينخفض، ويكون هذا العائد مناسبًا عند 2% إلى 6%، في حين أن أعلى بكثير من ذلك يمكن أن يكون بمثابة تحذيرًا بشأن هذه الشركة.
المقياس المهم الآخر هو معدل توزيع الأرباح، ويعني مقدار الأرباح التي يتم دفعها للمساهمين في شكل توزيعات أرباح مقابل ما يتم إعادة استثماره، ويتم حسابه بقسمة المبلغ الإجمالي للأرباح على صافي ربح الشركة.
وفي مثال آخر مع شركة حلال:
● حققت الشركة أرباحًا صافية قدرها 100 ألف دولار
● تقوم بتوزيع أرباح بقيمة 30 ألف دولار أمريكي على المستثمرين
● نسبة توزيع الأرباح: 30 ألف دولار/ 100 ألف دولار= 30%
وتعد نسبة توزيع الأرباح التي تتراوح بين 35% إلى 55% جيدة بالنسبة للشركة، ولكن لكل شركة عوامل مختلفة، لذلك يجب تقييم كل شركة بمفردها.
وبطبيعة الحال، إذا كانت الشركة تدفع ما يقرب من 100% من أرباحها على شكل توزيعات أرباح للمستثمرين، فمن المحتمل أن يكون هذا الإجراء غير مستدام.
يختلف تأثير الضرائب في توزيعات الأرباح من منطقة إلى أخرى، كما يعتمد ذلك على ما إذا كنت تحتفظ باستثمارك في حساب أو صندوق معفي من الضرائب.
وتسمح بعض الدول بأن يكون مستوى معين من الأرباح معفاة من الضرائب، في حين يتم فرض ضرائب على العديد من توزيعات أرباح الأسهم بمعدلات أقل، تُسمى هذه عادةً "توزيعات الأرباح المؤهلة" ويمكن أن تساعدك على تجنب دفع ثمنها كدخل عادي في شريحة ضريبة الدخل الأعلى.
اعرف المزيد عن:الاستثمارات ذات الكفاءة الضريبية
