التمويل المخفف مقابل التمويل غير المخفف
هناك العديد من الخيارات التي يمكن للشركات اتخاذها عند البحث عن التمويل، الذي ستحتاج إليه في أوقات مختلفة أثناء نموها.
عادة ما تدور المناقشات في مجالس إدارة الشركات الناشئة حول ما إذا كان ينبغي اللجوء إلى التمويل المخفف أو غير المخفف، خاصة وأن كل من النوعين يأتي مع مجموعة من المزايا والعيوب الخاصة به، ويؤثر كل منهما بطرق مختلفة على المؤسسين، اعتمادًا على الظروف والأهداف والمخاطر التي يريدها المؤسس ويكون على استعداد لتحملها.
ما هو التمويل المخفف وما هي مزاياه؟
أي استثمار يقلل من قيمة أسهم الشركة - من خلال إصدار وبيع أسهم جديدة- يعد استثمارًا مخففًا، وهذا هو الطريق التقليدي للشركات الناشئة للحصول على التمويل، خاصة في صناعة التكنولوجيا، ببساطة هو الحصول على تمويل مقابل التخلي على بعض الملكية في الشركة.
يوفر هذا النهج مزايا متعددة، حيث أنه يؤمن التمويل للشركة، مع السماح للمستثمر بامتلاك جزء من تلك الشركة على أمل تحقيق مكاسب مالية مع نمو وتوسع أعمال الشركة، إما من خلال توزيعات الأرباح أو من خلال البيع المحتمل لتلك الأسهم، (أو الخروج من الشركة) في المستقبل بقيمة أعلى للأسهم.
واعتمادًا على نوع الأسهم التي يتم إصدارها للمستثمر والكمية التي يتم شراؤها، يكون للمستثمر من خلال هذا التمويل بعض التأثير ودور في إدارة الشركة.
ما هي عيوب التمويل المخفف؟
بالنسبة للمؤسسين، فإنهم يواجهون مخاطر تقليص حصص ملكيتهم لأسهم الشركة -مما يمنحهم قطعة أصغر من الكعكة-، واعتمادًا على نوع الأسهم المصدرة وحجم الحصة المعروضة، قد يؤدي هذا أيضًا إلى إضعاف سيطرة المؤسس على الشركة.
وفي الوقت نفسه فإن المستثمر يخاطر بالاستثمار في شركة قد تكون في مراحلها الأولية، خاصة وأن فشل الشركات الناشئة هو الأمر الشائع إذ تفشل نسبة مذهلة تبلغ 98% في سنواتها الخمس الأولى، أي قبل وقت أطول من الوقت المعتاد، الذي يحتاجه المستثمر لرؤية عائد على استثماره.
وهذا هو سبب وجود شركات رأس المال الجريء أو المغامر؛ لجمع كميات كبيرة من رأس مال المستثمرين والتحوط ضد فشل الغالبية.
متى يكون التمويل المخفف الاختيار الامثل؟
إن اتخاذ قرار بشأن الإستراتيجية المناسبة للتمويل يعتمد بشكل كبير على حجم الشركة واحتياجاتها وقدراتها المالية والظروف والتوقيت، ووقتها تكون النتيجة المثالية للمالك هي الحصول على أكبر تقييم ممكن للشركة.
على الرغم من أن التقييمات تتأثر بنمو الشركة وإدارتها والنتائج المالية والعمليات، إلا أن العوامل الخارجية مثل معنويات المستثمرين، ومناخ الاقتصاد الكلي، والفقاعات المالية، وبيئة أسعار الفائدة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد إمكانية الوصول إلى تقييمات كبيرة للشركة ومن ثم توفير التمويل المناسب.
يمكن رؤية ذلك في انهيار فقاعة التكنولوجيا عام 2001، الذي حدث بعد فترة شهدت ضخ المستثمرين تمويلات هائلة في أي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا بغض النظر عن جدواها الاقتصادية وتقييماتها المرتفعة للغاية.
أدى ذلك جنبًا إلى جنب مع أسعار الفائدة المنخفضة تاريخيًا والابتكارات التي خرجت من صناعة التكنولوجيا في ذلك الوقت، إلى سرعة إقبال المستثمرين على شراء الأسهم.
وفي بيئة أسعار الفائدة المرتفعة وفترات الركود الاقتصادي، عادة ما يقل التمويل من جانب المستثمرين، ما يجعل من الصعب على الشركات الحصول على تقييمات جيدة.
ما هو التمويل غير المخفف ومزاياه؟
التمويل غير المخفف -كما يوحي اسمه- هو عندما تحصل الشركة على التمويل دون الحاجة إلى تقليص أو تخفيف حصص ملكية المساهمين.
التمويل غير المخفف هو مصطلح شامل يغطي مجموعة كبيرة من صفقات التمويل المحتملة، يتضمن ذلك الاقتراض بأشكال متعددة، بما في ذلك القروض التجارية من البنك، أو القروض الشخصية أو بطاقات الائتمان، أو تأجير المعدات أو الديون المغامرة أو الجريئة -حيث توفر شركة رأس المال الجريء التي حصلت على أسهم في شركة ناشئة قرضًا يتم سداده في فترة زمنية محددة.
ويأتي التمويل غير المخفف أيضًا في أشكال أخرى مثل بيع أصول الشركة، أو المنح المقدمة من الحكومة أو الجهات المانحة الأخرى، أو التمويل الجماعي، كما تشمل نماذج تقاسم الإيرادات، حيث يتم سداد القرض من خلال حصة من الإيرادات المتوقعة.
الميزة الرئيسية للتمويل غير المخفف هي أن أصحاب الشركات لن يحتاجوا إلى التخلي عن أي حصة من حقوق الملكية للحصول على التمويل، ما يسمح للمالكين بالاحتفاظ بالسيطرة على الشركة.
كما أن القروض في مثل هذا النوع من التمويل لا تكون مصحوبة بقواعد معينة، حيث يتم ضخ رأس المال، وللشركة الحرية في أن تفعل بهذا القرض ما تراه مناسبًا، بشرط سداد دفعات الفائدة.
ما هي عيوب التمويل غير المخفف؟
يمكن أن تشكل الديون ذات أسعار الفائدة المرتفعة عبئًا ماليًا ضخمًا، خاصة على الشركة التي في بداية أعمالها، لكن هذا في حالة استطاعة الشركات الصغيرة الحصول على قرض، حيث إن المؤسسات المالية عادة ما تتردد في المخاطرة بتمويل شركة ناشئة.
كما أن الوصول إلى المنح محدود وتنافسي للغاية، حيث تتنافس العديد من الشركات على كمية صغيرة نسبيًا من التمويلات.
اقرأ المزيدعن: مبادرات المملكة العربية السعودية لقروض الشركات الصغيرة والمتوسطة
متى يكون التمويل غير المخفف مفيدًا؟
من المهم ملاحظة أنه في أوقات تباطؤ النمو، يقل التمويل المتاح، ما يدفع الشركات إلى البحث عن أشكال بديلة من التمويل، بما في ذلك التمويل غير المخفف.
ويحدث هذا حاليًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث جاء ما يقرب من نصف المبلغ الذي جمعته الشركات الناشئة في عام 2023، البالغ 4 مليارات دولار أمريكي من الديون.
وارتفعت ديون الشركات الناشئة بمقدار 3 أضعاف على أساس سنوي، لتصل إلى 1.7 مليار دولار خلال 2023، بينما ارتفع إجمالي التمويل بنسبة 1.7% فقط، وفقًا لتقرير الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023 الصادر عن منصة "ومضة".
والعوامل الأساسية التي تدخل في الحسبان عند النظر إلى الديون هي ما إذا كانت معدلات الفائدة منخفضة أو مرتفعة وما إذا كانت الشركة نفسها جذابة أو تؤدي أداءً ماليًا جيدًا.
ومن المرجح أن يفضل المساهمون الحاليون في الشركات ذات الأداء الجيد الحصول على القروض التي يعرفون أنهم قادرون على سدادها بأسعار فائدة مناسبة وتجنب تقليص حصص الملكية.
وعلى العكس من ذلك، عندما تكون أسعار الفائدة أعلى، تتجنب الشركات عادة الاقتراض، ما لم يتم التوصل إلى شروط مواتية بمدفوعات مجدولة مريحة مع الدائنين.
اقرأ المزيد عن: ما هي الأنواع المختلفة لمنصات التمويل الجماعي في السعودية ؟
إخلاء المسؤولية
هذا المنشور لأغراض تعليمية فقط، والشركة لا تقدم هذه الخدمات بشكل مباشر أو غير مباشر